بقلم د/زهران عبد الفتاح
قد يظن بعضنا أنَّ عميلة التصالح مع الذات وتقبُّلها هي عملية صعبة ومعقَّدة وتحتاج إلى جهد كبير، ولكنَّنا في حال نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى، قد نجد عكس هذا الكلام تماماً؛ إذ إنَّ الإنسان قد خُلِق ولديه نوع من التصالح مع الذات ومع الطبيعة والأشخاص من حوله، ولو لم يكُن كذلك، لكان انقرض منذ زمن بعيد. تتصارع الاحداث في حياة المجتمعات وربما تتوالى بشكل كبير قد يعجز العقل الجمعي على إستيعابه بداية من تراجع الذوق المجتمعي في ضوء إنتشار مايسمى " فن المهرجانات " أو غيره لكن المجتمع في حد ذاته إذا قدم له البديل الجيد والقيم ينجذب له لان المجتمع المصري عبر تايخه متصالح مع فكرة " الذوق الراقي " فقلبه يستوعبه وتتذوقه روحه على مدار التاريخ المعاصر وماقبله من ضمن نماذج تناقض المجتمع هو خيانة " الحب " فالحب مصطلح في الاساس وثبت ذلك من ضمن تناقذات المجتمع هو قبول الرجل للخيانة رغم حبه الشديد لحبيبته أو زوجته ولكن المعيار هنا خاضع للشخصية بالاساس وتفسير امراضها النفسية الشخصية تلعب دور مهم في إقبال الرجل على الخيانة، فأكثر شخصيات الرجال الذين لا يخونون زوجاتهم هم الاشخاص الاسوياء المؤمنين بكل جوانب من يحبون فلا يحبون جزء في واحدة ويحصلون على أخر من إمرأة اخرى ، حيث أن تلك الشخصيتين طبيعتهم تجعلهم غير مؤهلين لخيانة زوجاتهم. أما الرجل الشكاك ومتعدد العلاقات لا يتغيرون بعد الزواج، حيث أن الفتيات اللاتي يظنن أن الزواج يغير شخصية الرجل فيما بعد فهي شائعة ليس لها علاقة من الصحة، فأكثر شخصيات الرجال الذين يخونون زوجاتهم أو من يحبون هم الشخصيات السيكوباتية التي اعتادت على خداع المقربين منه مروجاً لاكاذيب نفسيه حتى يتصالح جسده مع خداعه لقلبه فالجسد يرفض الخيانة إذا كان حباً حقيقياً ويعبر عن ذلك في أعراض نفسية وجسدية بداية من الاجهاد المفرط والشعور بالتوعك ونهاية بنوبات عصبية غير مبررة حتى يتخلص من وطاة الخيانة بمناعة الجسد تماماً مثلما تحارب خلايا الدم البيضاء المعتدي فالقلب يظل يعبر عن رفضه للخيانة حتى يلفظ المعتدية على الحب الحقيقي تحت اي تصنيف او مبرر .
جميع الامثلة السابقة هي مدخل مهم لتناول تصالح الذات مع الاحداث الاقتصادية الكبرى الناجمة عن أكبر أحداث جيو سياسية في الالفية الجديدة التي حانت في عامها الثاني والعشرين ومر عام عليها تعيش الاجيال المتراوحة أعمارها بين العشرينات والثلانيات حالة كبيرة من الجدل تحول إلى تندر على مواقع التواصل الاجتماعي بين ماعاشه هذا الجيل من كوارث طبيعية وثورات وإضطرابات محلية وعالمية وجائحة كورونا ووصولاً إلى التصارع العالمي الاكبر منذ تفكك الاتحاد السوفيتي الذي لم تكن أثاره على العالم مثلما نعيشه الان في واقع مأزوم وحالة من اللايقين تسيطر على الاقتصاد العالمي تحت وطأة حرب إستنزاف أوكرانية روسية لايبدو أنها ستضع أوزارها في القريب العاجل تنعكس حالة اللايقين من على المستوى الكلي على صعيد الدول والمجتمعات إلى الافراد فبعد أيام قلائل يستقبل سكان المنطقة العربية شهر رمضان المبارك الذي يعتبره معظم الناس هو تغير في روتين الحياة والصمت القاتل الذي يسيطر على الايام العادية قبل أن يكون فرضاً دينياً وله طبائع روحية في ظل توغل التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الاوكرانية على الحالة النفسية لمختلف الشعوب ومانجمت عنها من أثار تضخمية هائلة غير مسبوقة تكافح الحكومات لكبح جماحها تبقى الحالة النفسية والقلق والتوتر سيد الموقف بين المواطنين ولان التصالح مع الذات لايعني نسيان أثار الازمة على الدخول لكن ينبغي أن نعيد تصحيح أوجه حياتنا إحياء لمبدأ التأقلم فإذا كانت الخيانة وهي مفتاح القلوب إختيارية وليست مفروضة ويقاومها الجسد والقلب معاً ينبغي علينا التأقلم مع تداعيات الحرب التي قد تعيد ترسيم خارطة الاقتصاد العالمي ومن ثم فإن التصالح مع الذات مدخل مهم لتجاوز تلك العراقيل
: -تذكر دائماً أن هناك أأشياء جميلة جداً وتبعث على الفخر والتفاؤل خصك بها الله دوناً عن الاخرين وذعها في مقابل الازمات الاقتصادية التي تقابلها -تعلم ثقافة السعادة بالاشياء البسيطة والفخر بها وأننا افضل حالاً من كثيرين حصلوا على اشياء كثيرة لكن نزعت منهم الراحة
-فكر بشكل إيجابي في إعادة ترتيب اوضاعك الحياتية قبل المضي قدماً في معالجة والتعامل مع التداعيات الاقتصادية .
-إستغن عن النثريات الصغيرة ضمن نفقاتك اليومية والتي تذهب دون اي بند معروف تحت ضروريات أو رفاهيات -فكر في الخروج والاستمتاع بالحياة في أماكن غير باهظة الثمن مثل الحدائق العامة والاماكن الجميلة باقل النفقات حتى لاتكون بمثابة رفاهيات بل جزء من الحياة سلامة المجتمعات تبدأ من سلامة الروح وسلامة الروح تؤدي للتصالح مع الذات ومع الواقع العالمي الجديد والمدخل هو الرضا والنظر للجانب المشرق إنظر إلى نفسك ستكتشف انك تملك مالا يملكه غيرك