ألقت البحرين الضوء على ريادتها في العمل التطوعي عبر مشاركة لافتة للأستاذة منى الشوقي، أمين السر العام لجمعية البحرين للعمل التطوعي، التي قدمت ورقة عمل متميزة بعنوان "الدور الإيجابي للجامعات في إثراء العمل التطوعي" خلال المنتدى العربي للتنمية المجتمعية المقام بالعاصمة المغربية الدار البيضاء، برعاية المركز العربي للتطوع والمواطنة.

حصدت الشوقي تكريمًا من الاتحاد العربي للعمل التطوعي،
في لحظة احتفالية تزامنت مع إدراج اسمها ضمن قائمة أبرز 100 شخصية تطوعية مؤثرة عالميًا من قبل المنظمة الدولية للعمل التطوعي (IOV).

قدّمت الشوقي درع التكريم لوزيرة التضامن المغربية، السيدة نعيمة بن يحيى، تقديرًا لدورها في تمكين العمل التطوعي في المغرب، مؤكدة في كلمتها أن هذا التكريم "ليس إنجازًا فرديًا، بل حصيلة جهود وطنية جماعية تستحق الإشادة".

استعرضت رؤية جامعية شاملة لتعزيز التطوع اعتمدت ورقة العمل على خبرات ميدانية ودراسات متخصصة، وركّزت على ثلاث محاور رئيسية لدور الجامعات في دعم العمل التطوعي:  فعّلت التكامل المؤسسي بين الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني، مستشهدة بمبادرة "هاكثون الخير" التي رعتها جمعية البحرين لدعم الأيتام وذوي الهمم، وطرحت الإلزامية الأكاديمية للتطوع كأداة فاعلة، كما هو الحال في 42 جامعة سعودية تُدرجه كمتطلب للتخرج، كما دعت لنشر الثقافة التطوعية من خلال المؤتمرات والتدريب، على غرار مبادرة "جامعات مستدامة" التي أطلقتها جامعة القاهرة بالشراكة مع وزارة التخطيط.

أشادت مني  بتجارب عربية ملهمة، أبرزها: تفعيل الجامعات السعودية آليات ربط الطلاب بالمجتمع عبر مؤتمرات وشراكات تطوعية، كما حققت جامعة القاهرة نقلة نوعية بدمج أهداف التنمية المستدامة في المناهج والبحوث، وقدّمت جمعية البحرين للعمل التطوعي نموذجًا رائدًا بمبادراتها الموجهة للفئات المستحقة، مثل "هاكثون الخير".

أكدت الشوقي أن "الثروة الحقيقية تكمن في شباب الأمة"، مستندة إلى تصريحات الدكتور طارق شوقي الداعية لتحويل التعليم إلى أداة للتغيير المجتمعي. 

أنهت الشوقي مشاركتها بتقديم رؤية مستقبلية لتعزيز العمل التطوعي الجامعي عربيًا، شملت: دعوة لإنشاء شبكة عربية لتبادل الخبرات بين الجامعات والجمعيات التطوعية.

اقتراحت الشوقي  تطوير منصات رقمية موحدة لرصد وتقييم المبادرات المجتمعية، كماطالبت بإطلاق جوائز عربية سنوية لتكريم الابتكارات الطلابية ذات الأثر المجتمعي.

أكدت مشاركة الشوقي في المنتدى أن البحرين لم تكتفِ بالتميز المحلي، بل أصبحت نموذجًا ملهمًا عربيًا. ثمّن رئيس جمعية البحرين للعمل التطوعي عبد العزيز السندي هذه المشاركة، معتبرًا أن ما تقوم به الشوقي ومن معها يضع البحرين على خارطة التميز التطوعي في المنطقة. أشارت الشوقي في ختام كلمتها إلى أن "الفعاليات ليست أحداثًا عابرة، بل تجسيد حي لقيم العطاء"، مستعيدة أجواء "هاكثون الخير" الذي نظّم في رمضان.