حين تتحول المتابعة إلى خطر: وفاة مدير تعليمي تدق ناقوس الخطر في سياسات الوزارة الثلاثاء 08 أبريل 2025 -07:28 كتب: أحمد المصري : مشاركة الخبر في السابع من إبريل 2025، فارق أسامة البسيوني، مدير إدارة الباجور التعليمية بمحافظة المنوفية، الحياة إثر أزمة قلبية مفاجئة وقعت بعد ساعات من زيارة مفاجئة أجراها وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، إلى عدد من المدارس التابعة للإدارة. تعددت الروايات حول ظروف الوفاة، بين رواية رسمية تؤكد أن الوزير عبّر عن رضاه عن الأداء وكان يعتزم تكريم البسيوني، وأخرى تناقضها وتفيد بأن المدير تعرض لتعنيف حاد من الوزير أمام عدد من الحضور، ما سبب له صدمة نفسية انتهت بوفاته. ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة خلال جولة الوزير، إذ سُجّلت واقعة مشابهة في إدارة بيلا التعليمية بمحافظة كفر الشيخ، حيث تعرّض مدير الإدارة، حمودة يونس، لأزمة قلبية بعد صدور قرار بإقالته أثناء زيارة الوزير، ما أثار تساؤلات واسعة حول الأساليب المتبعة في الرقابة والمتابعة داخل وزارة التربية والتعليم. رغم أن الزيارات المفاجئة للوزير قد يُنظر إليها كأداة فعالة لتعزيز الانضباط ورفع كفاءة الأداء، فإنها وفقًا لشهادات من داخل القطاع، تتحول أحيانًا إلى مصدر ضغط نفسي كبير، خصوصًا عندما تترافق مع توبيخ علني وتهديدات صريحة. وتشير تقارير غير رسمية إلى أن البسيوني تعرض للانتقاد الحاد والتهديد بطلب استقالته أثناء الجولة، وهو ما نفته الوزارة التي أكدت أن ملاحظاتها تُناقش بشكل مؤسسي وسري. غياب بيان تفصيلي من الوزارة حول ملابسات الوفاة، خصوصًا في ظل بلاغات للنائب العام تتهم الوزير بالتسبب فيها، زاد من الغموض وأفسح المجال أمام الشائعات والتكهنات، مما أضعف ثقة الشارع في إدارة الأزمة. كما كشفت الحادثتان عن غياب واضح لبروتوكولات الطوارئ داخل المؤسسات التعليمية للتعامل مع الحالات الصحية الطارئة، وطرحت تساؤلات بشأن مدى جاهزية الهيئات الإدارية لحماية كوادرها من ضغوط العمل، فضلًا عن ضرورة وجود فحوصات دورية وتقييمات صحية للمسئولين الذين يتعرضون لأعباء نفسية وجسدية كبيرة. أخلاقيًا، تعيد هذه الوقائع تسليط الضوء على أهمية أساليب القيادة داخل المؤسسات الحكومية، فالمطلوب ليس فقط التوجيه والمتابعة، بل مراعاة إنسانية العاملين وتقدير كرامتهم، مع اعتماد آليات دعم نفسي حقيقي، الانتقاد أمام الحضور، وإن كان بدافع الإصلاح، قد يهدر هيبة المسئولين ويضعهم تحت ضغوط يصعب احتمالها. إن ما حدث في الباجور وبيلا يجب ألا يُنظر إليه كحوادث فردية، بل كجرس إنذار لإعادة النظر في منهجيات الإدارة والتعليم. فبناء منظومة تعليمية فعالة لا يقوم فقط على الانضباط، بل يحتاج أيضًا إلى بيئة عمل صحية، قيادة رحيمة، وتواصل شفاف يعزز الثقة بين الجميع، وسيكون رد الوزارة على هذه الأزمة اختبارًا حقيقيًا لمصداقيتها وقدرتها على الإصلاح، فهل تتخذ من المأساة خطوة نحو تحسين السياسات؟ أم تكتفي بالصمت وترك التساؤلات دون إجابة؟