مملكة البحرين....

المؤسسة الوطنية لخدمات المعوقين تطلق ورشة ريادة الأعمال الشاملة لتمكين ذوي الإعاقة اقتصاديًا في البحرين

الإثنين 05 مايو 2025 -11:28

كتب: أحمد المصري
 نظمت المؤسسة الوطنية لخدمات المعوقين بالتعاون مع الشبكة الإقليمية للمسئولية الاجتماعية، ورشة عمل متخصصة بعنوان "مشروعات ريادة الأعمال الشاملة لتحقيق التمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة"، وذلك في إطار برنامج معالي الشيخ دعيج بن خليفة آل خليفة لبناء قدرات ذوي الإعاقة.

وجاءت الورشة لتفتح آفاقًا جديدة نحو تمكين اقتصادي حقيقي، حيث شارك فيها الكثير من الجمعيات والمراكز المتخصصة، مثل: الجمعية البحرينية لأولياء أمور المعاقين، ومركز الرحمة لرعاية المعاقين، وجمعية متلازمة داون وغيرها، بهدف تعزيز دور هذه الفئة في التنمية المستدامة.

قدّم الورشة الدكتور علي إبراهيم، خبير التمكين الاقتصادي، الذي استعرض من خلالها أسس وآليات التمكين الاقتصادي، مع تقديم نماذج تطبيقية لمشروعات ريادية قابلة للتنفيذ من قبل المشاركين، تناول الدكتور إبراهيم أيضًا سبل الوصول إلى مصادر التمويل، مع عرض قصص نجاح محلية وعالمية تُثبت قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الابتكار والإبداع حينما تتوفر لهم الفرص.

ركزت الورشة على مفهوم ريادة الأعمال الشاملة كأداة رئيسية لدمج جميع فئات المجتمع، خصوصًا ذوي الإعاقة، في الأنشطة الاقتصادية، أكّد المشاركون في الورشة أن هذا النوع من الريادة لا يمثل مجرد مبادرة إنسانية، بل يُعد استثمارًا اقتصاديًا يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاجتماعي.

كما تم استعراض التحديات التي تواجه رواد الأعمال من ذوي الإعاقة، مثل: محدودية التمويل ونقص التدريب، بالإضافة إلى المعوقات القانونية والاجتماعية، وقد تم طرح حلول عملية عدَّة لهذه التحديات، أبرزها إنشاء صناديق تمويل خاصة، وتطوير برامج تدريبية رقمية، وتعديل التشريعات لتلبية احتياجات هذه الفئة، وفيما يتعلق بإنشاء بيئة دعم شاملة لرواد الأعمال من ذوي الإعاقة، ناقشت الورشة كيفية تعزيز التعاون بين الجمعيات الأهلية والجهات الحكومية، وإنشاء منصات إلكترونية تسهل الوصول إلى الموارد والخدمات.

كما تم عرض نماذج ملهمة لمشاريع ريادية في مجالات، مثل: التصنيع الصغير، الخدمات الإلكترونية، والزراعة الذكية، مع تسليط الضوء على التقنيات الحديثة، مثل: التعرف الصوتي و منصات العمل عن بُعد.

اختتمت الورشة بعرض قصص نجاح من البحرين ومن دول مثل: مصر والهند واليابان، تُظهر كيف تمكن ذوي الإعاقة من تحويل التحديات إلى فرص، مما حفّز المشاركين على التفكير بطرق مبتكرة لتحقيق الاستقلال المالي والمشاركة الفعّالة في المجتمع.

في ختام الورشة، تم الاتفاق على توصيات عملية عدَّة، منها: إنشاء صندوق تمويل وطني، وإدراج مواد تدريبية متخصصة في الجامعات، بالإضافة إلى إطلاق حملات إعلامية لتغيير الصور النمطية عن ذوي الإعاقة، وتأسيس منصة "مكن" لربط ذوي الإعاقة الحركية بالمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لتمكينهم من التأهيل وفق متطلبات سوق العمل وتوفير فرص توظيف تناسب قدراتهم.

أكدت المؤسسة الوطنية لخدمات المعوقين أن التمكين الاقتصادي لذوي الإعاقة ليس مجرد واجب اجتماعي، بل هو حق أصيل يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني والتنمية الشاملة، مما يعزز مكانة البحرين كدولة رائدة في التنمية المستدامة الشاملة.