"الدمج الثقافي في مصر وعُمان.. رؤية مشتركة لتمكين ذوي الإعاقة"

الإثنين 03 فبراير 2025 -05:23

متابعة: أحمد المصري
نظم المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، اليوم، ندوة بعنوان "إستراتيجيات الدمج الثقافي.. مصر وعُمان نموذجًا"، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُقام بمركز مصر للمعارض الدولية بمحور المشير بالتجمع الخامس.

شهدت الندوة حضور الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس، إلى جانب السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان، والكاتبة فاطمة المعدول، شخصية المعرض لهذا العام، والدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، والفنانة التشكيلية أمنية السيد، والعازفة نيرة عصام، بالإضافة إلى عدد كبير من الشخصيات العامة، وزوار المعرض، والأشخاص ذوي الإعاقة.

إيمان كريم: الدولة المصرية تدعم ذوي الإعاقة عبر إستراتيجيات متكاملة أكدت الدكتورة إيمان كريم خلال كلمتها أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تولي اهتمامًا بالغًا بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتسعى لتعزيزها من خلال القوانين والإستراتيجيات الداعمة لدمجهم في المجتمع، مشيرةً إلى أن 15% من سكان مصر من الأشخاص ذوي الإعاقة، مما يستوجب جهودًا مكثفة لضمان حقوقهم.

وأوضحت أن الثقافة والفنون تلعب دورًا محوريًا في تحقيق الدمج المجتمعي، لافتةً إلى توقيع مصر على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتخصيص 9 مواد في الدستور المصري لدعمهم، إلى جانب إصدار قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم (10) لسنة 2018، والذي ينص على اتخاذ التدابير اللازمة لضمان مشاركتهم في الأنشطة الثقافية والفنية.

كما أشارت إلى التعاون المستمر مع وزارة الثقافة، حيث وقع المجلس بروتوكولًا منذ 3 سنوات لتعزيز تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة ثقافيًا، ومن بين المبادرات المنفذة مشروع "حرفتنا من تراثنا"، الذي يدعم فكرة العمل الحر والاستقلالية، إلى جانب المساهمة في "جائزة الدولة للمبدع الصغير 2025"، تحت رعاية السيدة انتصار السيسي، والتي تشمل مجالات الأدب، الفنون، والإبداع.

أوضح السفير عبد الله الرحبي أن سلطنة عُمان تبنت سياسات دامجة ضمن رؤية عمان 2040، حيث أصدرت قوانين تدعم حقوق ذوي الإعاقة، وتكفل مشاركتهم في الأنشطة الثقافية والفنية، وتعزز دمجهم في التنمية الثقافية والتعليمية.

كما أكد أن السلطنة ملتزمة بالاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD)، وأهداف التنمية المستدامة (SDGs)، التي تدعم مجتمعات دامجة بحلول عام 2030.

وأشار إلى أن السيدة الجليلة عهد بنت عبد الله البوسعيدية، حرم جلالة السلطان، تولي اهتمامًا خاصًا بذوي الإعاقة، عبر دعم البرامج التعليمية والتأهيلية، والمبادرات الثقافية والفنية التي تسهم في دمجهم بالمجتمع.

إشادات بالتعاون الثقافي وضرورة تعزيز المحتوى الدامج الكاتبة فاطمة المعدول، التي بدأت العمل في مجال دعم الأشخاص ذوي الإعاقة منذ التسعينيات، تحدثت عن دور القصور الثقافية في التأثير على الوعي المجتمعي، مشيرةً إلى تأليفها 10 كتب ومسرحيات تتناول قضايا الإعاقة.

أما الدكتور وليد قانوش،رئيس قطاع الفنون التشكيلية، فقد أكد أن هناك مشروعات ثقافية مستمرة لدعم دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل مسابقة المواهب الذهبية، وورش الفنون الأدائية، التي تُنفذ بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية في محافظات عدَّة، منها الإسكندرية، بدورها، تحدثت الفنانة التشكيلية أمنية السيد عن تجربتها الشخصية، مشيرةً إلى حصولها على ماجستير من جامعة حلوان حول "دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الفنون عبر العصور"، مؤكدةً أن الفن يمثل وسيلة مهمَّة لتجاوز تحديات الإعاقة.

 اختُتمت الندوة بعزف منفرد من العازفة نيرة عصام، إحدى الفنانات ذوات الإعاقة الذهنية (متلازمة داون)، تلاه إهداء درع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة إلى عدد من الشخصيات البارزة، وهم: السفير عبد الله الرحبي، سفير سلطنة عمان، والكاتبة فاطمة المعدول، شخصية المعرض لهذا العام، والدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، والفنانة التشكيلية أمنية السيد، والعازفة نيرة عصام.

 عكست الندوة مدى التزام كل من مصر وسلطنة عُمان بدعم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ثقافيًا، في إطار إستراتيجيات دمج مجتمعية شاملة، تؤكد أهمية تعزيز الفرص المتكافئة في جميع المجالات.