في لبنان.. "الفتوش" و "فتة الحمص" أطباق رمضانية لا تغيب الإثنين 10 مارس 2025 -10:17 كتبت : ندى عادل : مشاركة الخبر تعد المائدة الرمضانية في لبنان من أبرز التقاليد التي تعكس الروابط العائلية العميقة، حيث يجتمع أفراد الأسرة حولها في مشهد يعزز القيم الاجتماعية والترابط الأسري، ورغم اختلاف مكونات المائدة من منطقة إلى أخرى، فإنها تبقى خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه لدى غالبية العائلات اللبنانية، إذ تحتفظ كل مدينة بطابعها الخاص في إعداد وجبة الإفطار، فما يزين موائد طرابلس قد لا يكون مطابقًا لما يفضله أهل صيدا أو بيروت أو صور، لكن هناك قواسم مشتركة تجمع مختلف المناطق تحت مظلة واحدة. ويتصدر سلطة الفتوش المشهد على كل مائدة لبنانية، إذ تلقب بـ"ملكة السلطات اللبنانية"، نظرًا لغناها بالعناصر الغذائية وفوائدها الكبيرة للصائم، وقد يحتوي الفتوش على أكثر من 10 أصناف من الخضراوات، بالإضافة إلى الخبز المحمص وتتبيلة مميزة تعتمد على دبس الرمان والسماق وزيت الزيتون، كما أن تناول التمر والماء عند بدء الإفطار يعد عادة راسخة، لما لهما من فوائد صحية في استعادة طاقة الجسم بعد ساعات الصيام الطويلة. ولا تكتمل مائدة الإفطار من دون الحساء، الذي يعد عنصرًا أساسيًا يسبق تناول الوجبة الرئيسية، حيث يحتل حساء العدس المجروش الصدارة، بينما تلجأ ربات المنازل أحيانًا إلى التنويع بإعداد حساء الدجاج أو الخضار، كما تحضر فتة الحمص بقوة على الموائد اللبنانية، إلى جانب مجموعة من المقبلات الشهية التي لا غنى عنها، مثل: الحمص بالطحينة، وورق العنب بالزيت، والسمبوسك المحشو بالجبن أو اللحم، فضلًا عن الكبة المقلية التي تحظى بشعبية واسعة، خصوصًا في أول أيام رمضان، حيث تتميز بمكوناتها الغنية من البرغل والمكسرات التي تمنحها مذاقًا فريدًا. أما بعد الإفطار، فللحلويات نصيب كبير في الأمسيات الرمضانية اللبنانية، حيث تتربع البقلاوة على عرش الحلويات التقليدية، نظرًا لمذاقها الفريد وشعبيتها الواسعة، وإلى جانبها، تحضر القطايف المحشوة بالقشطة أو الجوز أو الفستق، بالإضافة إلى الكلاج الذي يتكون من عجينة رقيقة محشوة بالكريمة الحلوة، تقلى وتقدم مع شراب السكر، كما لا تغيب العثملية (الكنافة)، وحلاوة الجبن، وزنود الست، والمعمول عن موائد اللبنانيين في هذا الشهر الفضيل، حيث تضفي هذه الحلويات طابعًا احتفاليًا خاصًا على الأجواء الرمضانية. وعند حلول وقت السحور، يفضل اللبنانيون الأطباق التي تمنح الطاقة وتساعد على تحمل الصيام لساعات طويلة، فيميلون إلى تناول وجبات خفيفة ومغذية في الوقت ذاته، ويعد البيض أحد الخيارات الصحية التي تعزز صحة العظام، بينما يحتل طبق الفول بالحمص مكانة أساسية، نظرًا لصعوبة هضمه وامتصاصه البطيء، مما يمنح الجسم طاقة تدوم طوال اليوم، كما تحضر الفلافل بقوة على موائد السحور، إلا أن اللبنانيين يعدونها بالحمص بدلًا من الفول، ما يمنحها نكهة مميزة.