في الكويت.. أجواء روحانية وتقاليد عريقة من الغبقة إلى مائدة الإفطار

الأربعاء 12 مارس 2025 -10:33

كتبت : ندى عادل
يحل شهر رمضان الكريم بروحانياته وطقوسه الخاصة، التي تختلف من بلد إلى آخر، حيث تحتفظ كل دولة بعاداتها الفريدة في استقباله، وفي الكويت، كغيرها من الدول العربية والإسلامية، يضفي الشهر الفضيل أجواء استثنائية، حيث تعم مظاهر العبادة، فتقام صلاة التراويح في المساجد والساحات، وتنظم الدروس الدينية التي تستقطب المصلين.

وبعد يوم طويل من الصيام، يتجمع الكويتيون عند مدفع الإفطار قرب سوق المباركية التراثي في قلب العاصمة، وهو تقليد رمضاني راسخ، ومع انطلاق المدفع وأذان المغرب، يبدأ الصائمون إفطارهم على التمر مع اللبن، أو "الهردة" (الطحينة)، وهي عادة متوارثة بين الأجيال.

تحافظ المائدة الكويتية على مجموعة من الأطباق التي تعد جزءًا لا يتجزأ من رمضان منذ عقود، ومن أبرزها "الهريس"، وهو طبق رئيسي يُحضر من القمح المهروس المطهو مع اللحم، ويقدم مع السمن البلدي، والسكر الناعم، والقرفة المطحونة، كما تعد "التشريبة" من الأطباق الشهيرة، وتتكون من خبز الرقاق المنقوع في مرق اللحم مع البطاطا، والقرع، بالإضافة إلى الطماطم، البصل و الثوم، والفلفل الحار، وغيرها من الأطباق الكويتية المتنوعة.

ولا تكتمل الأجواء الرمضانية دون الحلويات التقليدية التي تشتهر بها الكويت، مثل: "اللقيمات"، والتي تحضر من عجينة الحليب والهيل والزعفران، وتقلى حتى تكتسب لونًا ذهبيًا، ثم تغطى بالسكر أو الدبس، ومن أشهر الحلويات أيضًا "الساغو"، الذي يشبه المهلبية ويعرف قديمًا باسم "الماغوطة"، ويتكون من مسحوق جمار جوز الهند بدلًا من النشا، وتبرز كذلك "البلاليط"، التي تصنع من الشعرية المطهوة مع الزبدة، إلى جانب "المحلبية"، و"الكريم كراميل"، وترافق هذه الحلويات مشروبات تقليدية منعشة، مثل: قمر الدين، الفيمتو، وشراب الليمون بالزعفران، إلى جانب القهوة الحلوة، المصنوعة من الزعفران المغلي مع قليل من السكر.

كما تعد الغبقة الرمضانية من العادات الخليجية القديمة التي تجمع العائلات بعد صلاة العشاء وحتى السحور، حيث يتبادلون الأطباق التقليدية، مثل: الهريس، الجريش، واللقيمات وتتميز الديوانيات الكويتية خلال هذا الشهر بإقامة حفلات الإفطار الجماعي، التي تضم أطباقًا رئيسية، مثل: المجبوس، الهريس، والتشريبة.

أما في السحور، فتظهر أطباق كويتية مميزة، مثل: "خبز عروق"، الذي يحضر من عجينة الدقيق والخميرة والماء، ويضاف إليه الطماطم، الكزبرة، البصل، البهارات، والكركم، مع اللحم المفروم، ويكون على شكل دوائر، كما تحضر على المائدة أطباق، مثل: النخي (الحمص المسلوق) والباجلا (الفول الأخضر)، اللذان يُقدمان مع البهارات والليمون، إلى جانب البيض، ولا تخلو المائدة من الروب (اللبن)، لتهدئة المعدة قبل الصيام، بالإضافة إلى التمر، كمصدر طبيعي للطاقة، أما الأطباق الدسمة، فيبرز منها الجريش والهريس، اللذان يمنحان شعورًا بالشبع طوال اليوم.