رمضان في العراق.. "الدولمة" و "المسكوف" أشهر الأكلات الشعبية الثلاثاء 11 مارس 2025 -10:23 كتبت : ندى عادل : مشاركة الخبر يعد شهر رمضان من أكثر المناسبات قدسية في التقويم الإسلامي، حيث يحتفل به المسلمون حول العالم، إلا أن العراق يتميز بطابعه الفريد في استقبال هذا الشهر الكريم، إذ تتجلى فيه روح الفرح والسرور، حيث يتمسك العراقيون بعاداتهم وتقاليدهم التي تجعل من رمضان تجربة روحانية واجتماعية غنية. يشكل التنوع الثقافي في العراق أحد أبرز مظاهر الاحتفاء بهذا الشهر، حيث تكتظ ساحات المساجد بالعائلات التي تجتمع حول موائد الإفطار قبل أداء الصلاة، ويحرص العراقيون على تقديم أطباق تقليدية تعبر عن هويتهم وتراثهم العريق، وعلى رأسها طبق الشوربة العراقية، التي تعد عنصرًا أساسيًا لا تغيب عن المائدة الرمضانية، وتتصدر "شوربة العدس الحمراء" قائمة هذه الأطباق، حيث يتم تناولها يوميًا تقريبًا، وأحيانًا تضاف إليها كرات اللحم أو الشعرية والجزر، ما يجعلها وجبة مغذية متكاملة. وفي قلب المائدة العراقية خلال رمضان، تتربع أطباق رئيسية تعكس غنى المطبخ العراقي، من أبرزها "الدولمة"، التي تعد من أشهر أطباق المحاشي، وتختلف في الكثير من تفاصيلها عن المحاشي في الدول الأخرى، إذ يتم وضع ضلوع الغنم في قاع الطنجرة، ثم تضاف طبقة من الفول الأخضر (الباقلاء)، وبعد ذلك توضع الخضراوات المتنوعة المحشوة بالأرز والتوابل الخاصة ودبس الرمان، وبعد نضوج الطبخة، تقلب الطنجرة على منسف كبير يفرد في قاعه الخبز ليتشرب مرقة الدولمة ونكهاتها المميزة. كما يحتل "البرياني" مكانة مميزة، وهو مزيج غني من الأرز البسمتي، الشعرية، الخضراوات، الدجاج، والتوابل المتنوعة، ليشكل طبقًا متكامل العناصر الغذائية، أما "المسكوف العراقي"، فهو من أكثر الأكلات تميزًا، حيث يتم إعداد السمك المشوي على خشب الصفصاف بطريقة تقليدية تمنحه نكهة فريدة، إلى جانب هذه الأطباق، تحضر العصائر الرمضانية، مثل: شراب التمر الهندي وقمر الدين، والتي يتم إعدادها في المنازل لتكون على المائدة خلال الإفطار. وتحظى الحلويات العراقية بمكانة خاصة في رمضان، حيث تظل محافظة على أصالتها وطابعها التقليدي، بعيدًا عن أي تجديد قد يغير نكهتها المميزة، وتتصدر قائمة الحلويات الرمضانية أصنافًا، مثل: البقلاوة، الزلابية، زنود الست، البرمة، الشعرية، ومنّ السما، فيما شهدت المائدة الرمضانية خلال السنوات الأخيرة إضافة أصناف جديدة، مثل: حلاوة الجبن وكيكة الحليب. أما وجبة السحور، فتحمل طابعًا خاصًا عند العراقيين، حيث تعد "كبة الجريش" واحدة من أبرز الأطباق، وهي كبة مصنوعة من البرغل، السميد، والقمح المجروش، ومحشوة باللحم المفروم، إلى جانبها، تأتي "الملخمة"، التي تشبه طبق العجة المصري، وتتكون من: البيض، الخضراوات، اللحم المفروم، البقدونس، والبصل، أما "القيمر" أو "كيمر عرب"، فهو أحد الأطباق الرمضانية الشهيرة، حيث يتم تحضيره من قشطة حليب الجاموس ويقدم مع "الصمون العراقي"، ليكون خيارًا مثاليًا للسحور، إلى جانب أطعمة أخرى، مثل: البيض، الجبن، الخبز، والزبادي.