ائتلاف "كابرا" يدعو إلى مراجعة دور منظمة الصحة العالمية في سياسات الصحة العامة

الأحد 13 أبريل 2025 -11:52

خاص البوصـلة
أثار بيان صادر عن "ائتلاف مناصري الحد من المخاطر في آسيا والمحيط الهادئ" "كابرا" جدلًا واسعًا بشأن دور منظمة الصحة العالمية (WHO) في إدارة سياسات الصحة العامة، خصوصًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأعرب الائتلاف عن قلقه حيال تقارير تتعلق باتهامات موجهة للمنظمة بشأن الفساد وسوء الإدارة، مشددًا على ضرورة تعزيز الشفافية لضمان مصداقية المنظمة وفعاليتها.

وأشار البيان إلى التأثير غير المتناسب للمنظمة في بعض الدول الأعضاء، مسلطًا الضوء على الدور المتزايد الذي تلعبه جهات خارجية، مثل: "مؤسسة بلومبرج الخيرية"، في صياغة السياسات الصحية في دول مثل: الفلبين والهند، ثم لاحقًا في إندونيسيا وفيتنام وباكستان.

وأكد الائتلاف ضرورة مراجعة هذه التأثيرات لضمان أن تعكس القرارات الصحية أولويات الدول الوطنية، بمعزل عن الضغوط الخارجية التي قد تمس باستقلالية السياسات الصحية.

وشدد "ائتلاف كابرا" على أن معالجة هذه المخاوف بشكل شفاف أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الثقة في منظمة الصحة العالمية، ودورها المحوري في قيادة الجهود الصحية الدولية.

ودعا الائتلاف إلى حوار مفتوح مع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة، لتعزيز الحوكمة الرشيدة وضمان أن تستند القرارات إلى أدلة علمية ومصلحة عامة، لا إلى إيديولوجيات أو أجندات خارجية.

وفي هذا السياق، أشار الائتلاف إلى أهمية وجود آليات رقابة واضحة على عمليات اتخاذ القرار داخل المنظمة، للحد من تضارب المصالح المحتمل، وضمان أن تكون التوصيات الصادرة عنها مبنية على أسس مهنية وعلمية بحتة، خصوصًا في القضايا التي تمس الصحة العامة بشكل مباشر.

وفي تعليقها على هذا البيان، قالت نانسي لوكاس، المنسق التنفيذي لائتلاف كابرا: "لقد حان الوقت لمساءلة منظمة الصحة العالمية عن دورها الأساسي في حماية الصحة العالمية، استنادًا إلى العلم لا الإيديولوجيا، مع ضمان إشراك جميع الأطراف المعنية دون تحيز أو أحكام مسبقة".

من جهته، صرح ديريك ياتش، الخبير في الصحة العالمية: "يجب على منظمة الصحة العالمية إعادة النظر في استراتيجياتها، واعتماد الابتكار كوسيلة فعالة لإنقاذ حياة الملايين.

كما أن على الحكومات التي حققت تقدمًا في تقليل مخاطر التبغ، أن تستفيد من بياناتها وتؤكد سلطتها على المنظمة، لضمان سياسات أكثر واقعية وإنصافًا لمواطنيها".

وفي ظل استمرار هذا الجدل، تجد منظمة الصحة العالمية نفسها أمام تحدٍ كبير لتعزيز ثقة الدول الأعضاء وضمان فعالية سياساتها.

وبينما يطالب البعض بإصلاحات جذرية داخل المنظمة لتحقيق الشفافية والاستقلالية، يرى آخرون أن الحاجة تكمن في توسيع التعاون مع الدول الأعضاء والاستماع إلى رؤاها لضمان تحقيق توازن حقيقي بين الاستراتيجيات الصحية العالمية والاحتياجات الوطنية لكل دولة.

وبالنظر إلى الدور الحيوي الذي تلعبه منظمة الصحة العالمية في تنسيق الجهود الصحية الدولية، فإن ضمان نزاهتها وفعاليتها يمثل أولوية قصوى، من أجل بناء استجابة صحية أكثر شفافية وإنصافًا، تخدم جميع الدول بشكل عادل وتسهم في تحسين الصحة العامة على مستوى العالم.