استئناف الرحلات الجوية بين الصين والهند بعد توقف دام خمس سنوات

الأحد 26 أكتوبر 2025 -10:29

وكالات أنباء
استأنفت الهند والصين رحلاتهما الجوية المباشرة يوم الأحد بعد توقف دام خمس سنوات، في خطوة تحمل دلالات اقتصادية ورمزية، بينما يعمل العملاقان الآسيويان بحذر على إعادة بناء علاقاتهما، بحسب "سي إن بي سي عربية".

لا تزال الدولتان الجارتان، الأكثر سكانًا في العالم، خصمين استراتيجيين يتنافسان على النفوذ الإقليمي، إلا أن العلاقات بينهما شهدت تحسنًا تدريجيًا منذ الاشتباك الحدودي الدامي في جبال الهيمالايا عام 2020.

وقالت الحكومة الهندية إن استئناف الرحلات الجوية سيعزز "التواصل بين الشعبين" ويساعد على "التطبيع التدريجي للتبادلات الثنائية".

ويأتي هذا التقارب مع بكين في وقت تواجه فيه علاقات نيودلهي مع شريكها التجاري الرئيسي، واشنطن، صعوبات، عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50%.

واتهم مساعدو ترامب الهند بتأجيج الحرب في أوكرانيا من خلال شراء النفط من موسكو.

ومن المقرر أن تُسيّر شركة "إنديجو"، أكبر شركة طيران تجاري في الهند، أول رحلة يومية إلى البر الرئيسي الصيني، حيث تغادر كولكاتا عند الساعة 10:00 مساءً (16:30 بتوقيت غرينتش) يوم الأحد متجهة إلى مدينة قوانغتشو.

وتوجد بالفعل رحلات جوية منتظمة بين الهند وهونغ كونغ، فيما ستبدأ خدمات إضافية من نيودلهي إلى شنغهاي وقوانغتشو في نوفمبر المقبل.

وقال راجيف سينغ، رئيس غرفة التجارة الهندية في كلكتا، لوكالة فرانس برس: "الربط الجوي المباشر سيُقلل من الوقت والتكاليف اللوجستية، ما يعود بالنفع على الشركات".

وتتمتع كلكتا الساحلية، الواقعة شرق الهند، بعلاقات تاريخية مع الصين تعود إلى الحقبة الاستعمارية البريطانية، حين كان المهاجرون الصينيون يتوافدون كتجار. ولا يزال "الطعام الهندي الصيني" عنصرًا أساسيًا في هوية المدينة الطهوية.

وقال تشين خوي كوي، أحد قادة المجتمع المدني في حي تانغرا بكلكتا: "إنها أخبار رائعة لأشخاص مثلنا ممن لديهم أقارب في الصين. هذا الربط سيعزز التجارة والسياحة وسفر الأعمال".


عجز تجاري وتحد طويل الأمد

تعاني الهند من عجز تجاري كبير مع الصين، إذ تعتمد بشكل واسع على المواد الخام الصينية لتحقيق النمو الصناعي والتصديري.

وجاء التحسن في العلاقات عقب لقاءات بين زعيمي البلدين في روسيا العام الماضي وفي الصين في أغسطس الماضي.

ووفق بيانات وزارة التجارة الهندية، ارتفعت واردات الهند من الصين إلى أكثر من 11 مليار دولار الشهر الماضي، بزيادة تجاوزت 16% مقارنة بسبتمبر 2024، بينما بلغت الصادرات الهندية إلى الصين 1.47 مليار دولار، بارتفاع سنوي قدره نحو 34%.

وكانت الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين قد توقفت خلال جائحة كوفيد-19، ما أدى إلى تعليق نحو 500 رحلة شهرية.

ثم تدهورت العلاقات بشكل حاد بعد المناوشات الحدودية عام 2020 التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 20 جنديًا هنديًا وأربعة صينيين، وردّت نيودلهي بتشديد القيود على الاستثمارات الصينية وحظر مئات التطبيقات، منها "تيك توك".

كما عمّقت الهند تعاونها ضمن التحالف الرباعي بقيادة الولايات المتحدة، والذي يضم أيضًا اليابان وأستراليا، في محاولة لموازنة نفوذ الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ولا تزال قوات من الجانبين متمركزة على طول الحدود المتنازع عليها، الممتدة لنحو 3500 كيلومتر (2175 ميلًا).

لكن هذا الشهر، تبادل جنود من الطرفين هدايا من الحلوى بمناسبة مهرجان ديوالي الهندوسي، "في بادرة حسن نية"، وفق المتحدث باسم السفارة الصينية في نيودلهي يو جينغ.

وقالت صحيفة إنديان إكسبريس في افتتاحيتها بعد لقاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ في أغسطس، إن تحسين العلاقات مع بكين "يبعث برسالة مناسبة إلى واشنطن"، لكنها أضافت أن أمام العلاقات "شوطًا طويلًا"، معتبرة أن "إدارة الصين المتزايدة الحزم تظل التحدي طويل الأمد للهند"، بغضّ النظر عن "التقلبات الدبلوماسية لترامب".