يحي ملايين الأحرار في مختلف بقاع العالم الذكرى الـ 48 ليوم الأرض والتي توافق يوم الـ 30 من آذار وهو يوم الـ 30 من مارس كل عام .
و يوم الأرض هو يوم الإنتفاضة الوطنية الفلسطينية العارمة التي تفجرت في الـ 30 من مارس سنة 1976، على شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية في جميع المدن والقرى في فلسطين المحتلة.
وتعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي الشمال والساحل عام 1948، وقد عم إضراب ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات احتجاجًا على التعسف الصهيوني وسياسة التمييز العنصري ومصادرة الأراضي التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني الصامدين على أرض وطنهم فلسطين.
ورغم محاولة الكيان الصهيوني اقتلاعهم من أراضيهم وتفريقهم إلى مجموعات صغيرة معزولة، والتضييق عليهم بمختلف الوسائل بما فيها الإبادة التي تشنها آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيًا يظل الفلسطينيون متمسكون بأرضهم رافضين كل أساليب التهجير .
وتتوافق هذه الذكرى هذه السنة فى ظل ما يشهده قطاع غزة من حرب بشعة منذ ما يقرب من الـ 6 أشهر ، نفذ فيها جيش الاحتلال الصهيوني، مجازر و عمليات إرهابية ضد الفلسطينيين ، شملت جرائم حرب وعمليات قتل وقصف وتدمير واعتقال وحصار ، وتجويع ، ومنع كل أساسيات الحياة لتطويع هذا الشعب وطرده وتهجيره، فيما ظل الإنسان الفلسطيني، يُثبت كل يوم بأنه يصنع المعجزات في الصمود والبقاء ومواصلة النضال.
يوم الأرض ليس مجرد يوم ..
يمثل صمود أهل غزة فى ذكرى يوم الأرض إحياء لقصة كفاح، و افتخار، فالأرض معركة مستمرة، وإحياء ذكرى هذا اليوم هو بمثابة رسالة فلسطينية للاحتلال مفادها "أننا نملك الخيار وخيارنا الأمل" .
ورغم القتل وعشرات الآلاف من الأطفال الشهداء والمصابين ، يظل الفلسطينيون وحدهم قادرين على استبدال احلامهم بأسماء ابنائهم فيسمون ذلك الطفل "وطن "أو "جليل" وتلك الطفلة "يافا "أو "حيفا" أو "بيسان" أو "جنين" هذه "تحرير" والأخرى "فلسطين" ناهيك عن "ثورة " أو "صمود" جاعلين من أبنائهم أحلامًا تمشي على الارض ، مستبشرين بقدر الله مؤمنين بوعده جاعلين نصب عينيهم أن فلسطين ستظل عربية من النهر إلى البحر، وستبقى الأرض للفلسطينيين وحدهم والكيان إلى زوال وسيظل أطفال غزة يرقصونَ على الأطلالِ، ويرسمون لوحاتٌ فنيّةٌ تُبدِعُ على جدرانِ الحصارِ، وأصواتٌ عذبةٌ تُغنّي للحياةِ بينَ ركامِ الدمارِ و يُزهرُ الأملُ في عيونِهمْ، ويُنشدونَ السلامَ بأصواتِهمْ.
و في يوم الارض يردد الفلسطينيون دائمًا، إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون و نحن نردد معهم إن هنا باقون وأنتم المارون وأنتم العابرون .
بها تشبثوا وعليها استشهدوا فالأرض أرضنا وسنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل سنطردهم عن حجارة الطريق سنطردهم من هواء الجليل.