عرفت المرأة الجزائرية منذ القدم بحبها الكبير للحلي والمجوهرات ، التي اعتبرت كرمز للأناقة و الرقي ، ولا تزال الجزائريات خاصة العرائس يحرصن على التزين بالحلي التقليدية ، لاسيما تلك التي ترمز للأصالة والثراء ، فكلما كانت ثمينة كلما كانت تعبر عن مدى نبل و غنى المرأة التي تلبسها ، ومن أبرز المجوهرات التقليدية الأكثر شهرة الذي تحرس النساء على ارتدائها و التزين بها في مختلف المناسبات ، نجد "خيط الروح" الذي تختلف تسميته من منطقة لأخرى حسب عادات و تقاليد كل منطقة .
يعتبر من المجوهرات الراقية و النادرة في الجزائر و هو عبارة عن عقد مصنوع من الذهب الخالص أو الفضة على شكل ورود صغيرة الحجم مزينة و مرصعة بالأحجار الكريمة كالزمرد و المرجان ، و مختلف الألوان والأشكال الهندسية البديعة التي تطغى عليها المثلثات، المربعات و الدوائر .
تضعه المرأة حول جبينهاو تتزين به في المناسبات ، و ما يميز خيط الروح انه يلبس فقط مع الأزياء التقليدية ، فمثلا في العاصمة يلبس عادة مع الكراكو العاصمي مرفوق بمحرمة الفتول ليزيد من جمال المرأة و جاذبيتها و يعطيها طلة مميزة بين الحضور ، بينما يلبس في منطقة الغرب الجزائري مع الشدة التلمسانية و مع القفطان و يسمى "الزروف التلمساني"، في حين يلبس مع القندورة القسنطينية في منطقة الشرق و يسمى "الجبين" ، أما في منطقة الاوراس و منطقة القبائل يسمى "تعصبت" و يلبس مع الجبة القبائلية .
سبب تسميته بخيط الروح
سبب تسميته بخيط الروح أن العقد يشبه الخيط الرفيع ، و كان يوضع قديما على الرقبة التي تعرف باسم "الروح" لدى سكان العاصمة .
الأصل التاريخي لخيط الروح
يعود تاريخ خيط الروح إلى الفترة العثمانية في الجزائر في عهد الديانات أين كان الماس رائجا و منتشرا ، وبالتحديد إلى سنة 1515، وحسب بعضة الروايات حول قصة خيط الروح انه كان هناك شاب فقير و لكنه ذو أصل طيب تزوج من فتاة من عائلة عاصمية عريقة و مرموقة في المجتمع ، ولم يكن يملك المال الكثير، فأهدى زوجته يوم زفافهما عقدا من الذهب لكن العقد كان اصغر مما تستطيع أن تلبسه على رقبتها مما أثار غضب الأم فقالت الكلمة الشهيرة " بوه هذا خيط الروح" ( و هي اللهجة الأصلية لسكان العاصمة ) بمعنى أنه صغير جدا ، و من أجل تهدئة الوضع ، قام الأب بحكمته بإنقاض الموقف ، بوضع العقد على جبين ابنته فزادها جمالها و أناقتها، و من هنا بدأت عادة وضع العقد فوق الجبهة ، تزين به رؤوس النساء العاصميات مع محرمة الفتول و يلبس فقط مع الكراكو العاصمي في جميع المناسبات ، لينتشر فيما بعد في باقي مناطق الجزائر .
و يقال أنه يختلف من العازية إلى المتزوجة ، فإذا كانت الفتاة عازبة يكون بدمعة واحدة فقط ، أما إذا كانت متزوجة يكون فيه 3 دمعات .