أكد حسام الشاعر، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، أن مشروع تطوير وإحياء منطقة نزلة السمان الذي بدأت الحكومة التجهيز له، يمثل خطوة إستراتيجية مهمَّة على طريق الوصول إلى هدف الدولة المعلن بتحقيق 30 مليون سائح سنويًا.
وأوضح أن هذه المبادرة الحكومية أنهت جدلًا دام قرابة ربع قرن، كان يحيط بمصير المنطقة وسكانها بسبب تهديدات الإزالة.
ووجه الشاعر الشكر لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وأعضاء الحكومة، على اهتمامهم بتطوير نزلة السمان، وتفهمهم للطبيعة الأثرية والتراثية والثقافية للمنطقة، واستجابتهم لرؤية القطاع الخاص الداعية إلى استبدال فكر الإزالة بالتطوير الشامل، وهو ما أسعد أكثر من نصف مليون نسمة من سكان النزلة، والذين يعمل معظمهم في مجالات السياحة المختلفة.
وأشار الشاعر إلى أن هذا التوجه يعزز من تحويل المنطقة إلى مقصد سياحي جاذب، من خلال الاستفادة من التراث الأثري والثقافي الفريد، وكذلك من خلال الاستغلال الأمثل للبيوت المؤهلة لاستقبال السائحين، بما يدعم الطاقة الفندقية في القاهرة الكبرى.
وكشف الشاعر أنه قام منذ فترة، ومع انتشار أخبار إزالة النزلة، بإعداد دراسة شاملة لإمكانية تطوير المنطقة سياحيًا وفندقيًا.
وأظهرت الدراسة أن هناك طلبًا متزايدًا عالميًا على منتج "بيوت الأجازات"، واستشهد بمدينة مراكش المغربية التي طورت "الرياض" – وهي منازل تقليدية تراثية – لتجذب أكثر من 3 ملايين سائح سنويًا.
وأكد أن نزلة السمان تتمتع بميزة تنافسية فريدة عن مراكش، بفضل موقعها المجاور لمنطقة الأهرامات، وقرب افتتاح المتحف المصري الكبير، ما يجعلها مؤهلة لجذب أعداد أكبر من السائحين.
وأشار إلى أن هناك عددًا كبيرًا من المنازل في النزلة تستقبل بالفعل عشرات الآلاف من السائحين، وتطوير المنطقة سيدفع تلك البيوت إلى الحصول على تراخيص من وزارة السياحة والآثار والعمل وفق الضوابط الفندقية، مما يشكل إضافة كبيرة للطاقة الفندقية بالقاهرة الكبرى.
وأضاف الشاعر أنه بعد الانتهاء من إعداد الدراسة، قام بعرضها على كل من اللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية، واللذين رحبا بالفكرة وقدما دعمهما الكامل لها.
كما عرضها على رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والذي وافق فورًا على استبدال فكرة الإزالة بالتطوير، وأصدر توجيهاته بالبدء في اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ المشروع، وقد تُوجت تلك الجهود باجتماع رسمي أمس الأحد برئاسة رئيس الوزراء، لإعلان بدء تنفيذ المشروع.
وأشار الشاعر إلى أن هذا التغيير في الفكر الحكومي لقي ترحيبًا كبيرًا من سكان النزلة، الذين أبدوا استعدادهم الفوري للمشاركة في عمليات التطوير، موضحًا أن الدولة لن تتحمل سوى تكلفة تطوير البنية الأساسية، بينما تشمل الرؤية الإستراتيجية للمشروع إعادة تأهيل المباني والواجهات بما يتماشى مع الطابع السياحي، مع الحفاظ على القيمة الأثرية للمنطقة.
وأعرب الشاعر عن تفاؤله بخروج هذا المشروع إلى النور قريبًا، لافتًا إلى أن المخطط الرئيسي للتطوير سيتم وضعه خلال أسبوعين من قبل المكتب الاستشاري المختص، على أن يتم طرحه للنقاش مع الأهالي بشفافية تامة.
واختتم رئيس اتحاد الغرف السياحية تصريحاته بتأكيد أن المشروع يمثل نموذجًا جديدًا للأنماط السياحية التي تتكامل فيها جهود الحكومة مع القطاع الخاص والمجتمع المحلي، في خطوة حاسمة نحو تحقيق هدف استقطاب 30 مليون سائح سنويًا.