البنداري: ذبح الشبايب والإناث يُحدث فجوة كبيرة في أسواق المواشى
الفلاحين: أسعار اللحوم الحية ارتفعت 100% مقارنة بالعام الماضي
توقعات بوصول سعر كيلو اللحمة لـ 500 جنيه في عيد الأضحى
الاعتماد على الأعلاف والاتجاه لذبح البتلو من الإناث سبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء
الطب البيطري: الأعداد المحصنة ضد " الحمى القلاعية والوادي المُتصدع " فاقت المستهدف بنسبة 102%
تشهد أسعار بيع اللحوم المذبوحة والحية ارتفاعاً غير مسبوق منذ بداية العام الحالي حيث اقتربت نسبة الإرتفاع من 100% مع توقعات باستمرار الارتفاع كلما اقترب عيد الأضحى.
وكان العام الماضي شهد تفشي وباء الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع ما أثر علي أعداد المواشى المتوفرة بالاسواق وهو ما حرصت وزارة الزراعة علي تلافي حدوث ذلك مجددا على إطلاق حملة قومية لتحصين المواشى .
وأعلنت وزارة الزراعة أن السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تلقى تقريرًا من الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، حول اجمالي ما تم تحصينه ضد مرض الحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع خلال الحملة القومية الأولى لعام 2023 والتي بدأت 4 مارس 2023 بجميع محافظات الجمهورية، وأوضح التقرير أنه تم تحصين حوالي 3 مليون و282 ألف و855 رأس ماشية من الأبقار والجاموس والأغنام والماعز ضد مرض الحمى القلاعية، وتحصين حوالي 2 مليون و912 ألف و936 رأس ماشية ضد مرض حمى الوادي المتصدع من الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والجمال منذ بداية الحملة وحتى 15 أبريل الماضي، يأتي هذا في الوقت الذي حذر خبراء الاقتصاد الزراعى من حدوث انفلات في أسعار اللحوم مع اقتراب موعد عيد الأضحى الذي يشهد استهلاك كميات كبيرة من اللحوم ويشهد إقبال علي شراء الاضاحي، وأشاد الخبراء بالخطوات المسبقة التي نفذتها وزارة الزراعة بعمل حملة قومية لتحصين المواشي ضد مرض الحمي القلاعية والوادي المتصدع حتي لا تتعرض الثروة الحيوانية لاوبئة تؤثر علي كميات المواشي المتوفرة ما يؤدي لزيادة الأسعار وتعقيبًا على ذلك،،،،
قال الدكتور "رفعت حماد" مدير مديرية الطب البيطري بالمنوفية، أنه طبقًا للحملة القومية ضد مرض الحمي القلاعية والوادي المتصدع يتم تحصين جميع المواشي من الأبقار والجاموس والأغنام والماعز، من خلال حصر الثروة الحيوانية لكل محافظة بالإشتراك بين الطب البيطري والزراعة.
وأضاف، أن إجمالي الحصر العام لمحافظة المنوفية سجل 374 ألف 114 رأس، وأنه بالفعل تم تحصين هذا العدد ، حيث أن أخر عدد تم تحصينه سجل 374 ألف و 750 رأس بما يعادل 102%، وما زالت عمليات التحصين مستمرة، طبقًا للمشتريات الحديثة التي يتم رصدها وتحصينها من خلال التأمين الصحي على الماشية وتقديم العلاج المجاني داخل الوحدات، بالإضافة إلى التلقيح بأسعار مخفضة لسلالات عالية الإنتاج لتحسين السلالات الموجودة داخل الجمهورية.
وأشار، أنه في حال حدوث نفوق أو ذبح اضطراري يتم التعويض عن الحيوان من خلال صندوق التأمين على الماشية، بالإضافة إلى صرف النخالة "الردة" من خلال خدمة التأمين الصحي على الحيوان.
مشيرًا، أن هناك لجان مرور ومتابعة على الوحدات البيطرية والإدارات الخارجية من قبل مديرية الطب البيطري بكل محافظة عن طريق إدارة الوقاية على الحيوان، ومتابعة آلية التحصين وتوجيه الدعم لهم.
وعن عدم تحصين المواشي في القرى، أكد على امتناع بعض الفلاحين عن التحصين لإعتقادهم بأن الأمصال الحرة أفضل من الأمصال المُقدمة من قبل وزارة الزراعة ومديريات الطب البيطري، وعليه يقومون بتحصين المواشي بـ لقاحات مستوردة أغلى من الأمصال الحكومية.
وبالإشارة إلى، الوحدات البيطرية المتهالكة والمغلقة، لفت أن تلك الوحدات متواجدة منذ بداية إنشاء الوحدات البيطرية عام 1956، وأن إجراءات ترميمها لن تجعلها مثل أبنية الوحدات الجديدة، ولكن تلك القرى اندرجت ضمن مبادرة حياة كريمة لإنشاء وحدات بيطرية جديدة وتجهيزها بكافة الأجهزة الحديثة.
تابع، أنه خلال الأعوام الماضية ظهرت عترات مختلفة من الحمى القلاعية والوادي المتصدع وتم التعامل معها بالتنسيق مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية والمعامل المركزية لفحص الحيوانات التي يوجد بها اشتباهات، بالإضافة إلى وجود تنسيق مع بعض الدول المجاورة والموردة لمنع دخول عترات جديدة من الأمراض، والحفاظ على مناعة الحيوانات.
وأشار "حماد" إلى أن إرتفاع أسعار المواشي يتواكب مع الظروف الإقتصادية للدولة، وانخفاض الجنيه المصري مقابل الدولار، متوقعًا ارتفاع جديد مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
من جانبه، قال الدكتور "أحمد البنداري" مقرر لجنة الثروة الحيوانية وعضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، أن أعداد المواشي التي تم الإعلان عنها من قبل وزارة الزراعة غير صحيح، إذ أن إجمالي عدد الخراف الموجود على أرض الواقع يتخطى 6 مليون رأس، مضيفًا أن عدد ما تم تحصينه في عام 2017 سجل 18 مليون رأس، وفقًا للإحصاء الزراعي والبيطري.
ولفت، أن الأطباء البيطريين هما خط الدفاع الأول للدولة، وأن عدد العاملين بالوزارة ضئيل جدًا ولابد من الإهتمام بتلك الفئة حفاظًا على صحة المواطن واقتصاد الدولة، لافتًا إلى أن 60% من الأمراض المنتشرة ذات منشأ حيواني.
تابع، أنه في العادة ومع اقتراب عيد الأضحي المبارك، يقوم بعض الأشخاص بالذبح خارج المجازر، إضافة أنه لا يوجد عدد كاف من المفتشين البيطريين للتأكد من سلامة اللحوم المذبوحة، مشيرًا إلى أن محافظة الإسكندرية وحدها بها 14% من الأطباء البيطريين العاملين بالوزارة.
وعن ارتفاع أسعار اللحوم قال، خلال العام الماضي ظهرت عترات جديدة من الحمى القلاعية أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من المواشي وخلو الأسواق منها، وبالتالي زيادة أسعارها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف من 8 لـ 30 ألف جنيه، وانخفاض قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار.
تابع، أن قروض الـبتلو بفائدة 5% المقدمة من قبل البنك الزراعي المصري تُعد من أبرز أسباب ارتفاع أسعار اللحوم، بالرغم من أن الهدف الرئيسي من تلك القروض كان إحداث تنمية اقتصادية محلية على مستوى محافظات ونجوع وقرى مصر لدفع عجلة الإقتصاد، ولكن تم استخدامه بصورة غير صحيحة وفي أعمال أخرى، إضافة إلى عدم المتابعة والمُعاينات على أرض الواقع من قبل البنك، مما ترتب عليه احداث فجوة كبيرة في أسواق المواشي وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، بالإضافة إلى فشل مشروع "المليون رأس" لإحياء البتلو في زيادة الإنتاج الحيواني.
وشدد على ضرورة الحفاظ على الشبايب والإناث وعدم ذبحهم، لتجنب زيادة فجوة أسواق المواشي، بالإضافة إلى أن الأزمة السودانية سوف تؤثر على المعروض في الأسواق وعلى أسعار اللحوم الحمراء بشكل كبير، حيث أنه في مثل ذلك التوقيت من كل عام كان يتم استيراد بعض الخراف والعجول السودانية للمساهمة في تقليل أسعار اللحوم.
بينما أكد "حسين أبوصدام" نقيب عام الفلاحين، إن انتشار أمراض الحمى القلاعية والوادي المتصدع، يهدد الثروة الحيوانية المحلية، وأن إهمال المربيين لتحصين مواشيهم هو السبب الرئيسي في تفشي هذه الأمراض، وتتسبب في أضرار اقتصادية بالغة للمربين وتؤثر سلبًا على أسعار اللحوم الحية، مؤكدًا أن تحصين المواشي ضد الأمراض يُعد حائط الصد الأول للوقاية منها.
ونوه، أن هناك عدد كبير من صغار المربيين لم يقوموا بتحصين مواشيهم ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع على الرغم من توافر جرعات اللقاح لدى وزارة الزراعة، مشيدًا بدور وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية في توفير الأمصال واللقاحات، وعمل متابعات دورية ، وضمان وصولها للمواشي بطريقة آمنة، ورقابة شديدة على طرق نقلها، وتوفير أعداد كافية من البيطريين لتوزيعها، لافتًا إلى أن بعض المربيين يمتنعون عن التحصين باللقاح اعتقادًا منهم أنه يتسبب في إصابة الماشية بالمرض أو أنه فاسد.
وأضاف أبو صدام، أن أسعار اللحوم الحية ارتفعت عن نفس التوقيت من العام الماضي بنسبة 100% تقريبًا، مما أدى إلى زيادة أسعار اللحوم الحمراء المذبوحة، حيث سجل سعر كيلو اللحم من 320 لـ 350 جنيه بحسب اختلاف أماكن البيع، متوقعًا وصول سعر كيلو اللحوم الحمراء لـ 500 جنيه في بعض المناطق خلال عيد الأضحى المُقبل.
وقال أحد مربين المواشي بمحافظة المنوفية، أن سبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء هو الاعتماد بشكل أساسي على الأعلاف عالية التكلفة، والتي ارتفع سعرها تزامنًا مع ارتفاع أسعار الدولار، بالإضافة إلى الإتجاه لذبح البتلو من الإناث الصغيرة بعدما كانت أحد المصادر لزيادة رؤوس الماشية بالنسبة لكل مربى.
وأكد، أن سعر بيع الكيلو الواحد من اللحوم أقل من تكلفته الحقيقية، وأن الجزار يتحمل خسائر كبيرة بسبب فرق الأسعار بين التربية والبيع، متوقعًا ارتفاع أسعار اللحوم مع قرب عيد الأضحى ، وطالب الحكومة بمزيد من الدعم المادي والمعنوي لقطاع الثروة الحيوانية لتقليل الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك من اللحوم الحمراء، والحفاظ على استمرار عمل ملايين العاملين في هذا القطاع الحيوي الذي يُعد مصدر رزقهم الوحيد.