أكد أمين عام إتحاد الغرف العربية الدكتور "خالد حنفي" أن جائحة كورونا والحرب المستمرة في أوكرانيا والمعوقات الهيكلية التي تواجه الأمن الغذائي أثرت بشكل كبير على أنظمة الإمداد العالمية، كما نتج عنها تقلبات عالية في أسعار السلع الغذائية الأساسية معتبرًا أنه في حال استمرت عمليات الإنتاج على الأنماط التقليدية القديمة، فمن المتوقع أنه بحلول منتصف القرن، ستحتاج المنطقة إلى استيراد حبوب أكثر بنسبة 55% مما تستورده حاليًا، مما سيزيد بشكل كبير من فاتورة وارداتها ويضعها تحت رحمة التقلبات السائدة في الأسواق العالمية.
وحذر "حنفي" من أنه على مدى العقد المقبل، من المتوقع أن تصبح الدول العربية مجتمعة أكبر مستورد صافي للمواد الغذائية على أساس نصيب الفرد، وثاني أكبر نسبة من حيث القيمة المطلقة، وستستمر معدلات الإكتفاء الغذائي الذاتي في انخفاضها الطويل الأجل لجميع السلع الغذائية، بإستثناء منتجات اللحوم، والزيت النباتي والسكر.
وقال، علينا أن نفكر بخيارات مجدية وأخرى مستدامة،عبر استخدام التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في الزراعة الذكية، وذلك من خلال تعزيز دور القطاع الخاص وتشجيعه على التحول الرقمي لتطوير الممارسات الزراعية المستدامة وتحسين برامج التنمية الريفية، واعتماد الحلول المستدامة لمستقبل الزراعة والأمن الغذائي في المنطقة العربية، وبالتأكيد سيساعدنا هذا النهج على توجيه الإجراءات اللازمة والنظم الزراعية لدعم التنمية بصورة فعالة، وضمان الأمن الغذائي في ظل مناخ متغير. واعتبر، أن الزراعة الذكية هي الركيزة الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي العربي، وتحقيقها يتطلب تعزيز التكامل الإقتصادي الزراعي والتحسين الوراثي للمحاصيل، وحوكمة إدارة الموارد الطبيعية ومستلزمات الإنتاج، وخلق مناخ جاذب للاستثمار، واستخدام تكنولوجيا زراعية متطورة، والإستغلال الأمثل لموارد المياه السطحية والجوفية.
ونوه إلى أن تكنولوجيا الزراعة اختلفت وباتت تعتمد على صناعة الزراعة وليس الزراعة في مفهومها التقليدي فقط، ورسالة اتحاد الغرف العربية، الذي يضم مجتمع الأعمال المسؤول عن معظم الإنتاج والتوظيف العربي ومنها الغذائي، هي أنه لا بد من التركيز على بدائل عصرية مختلفة لمقاربة قضية الأمن الغذائي العربي ارتكازًا على التحول الرقمي والزراعة الذكية.
وشدد، على أنه علينا أن نستفيد من الفرص الهائلة التي تتيحها الرقمية لتعزيز التعاون العربي في هذا المجال، ولتذليل الصعوبات التي تواجه المستثمرين المنتجين لاسيما من خلال إطلاق المبادرات الخلاقة والمنصات التي تروج للإنتاج الغذائي العربي، حيث نحن شركاء حاليًا في كل من منصة طلبات وعروض المنتجات الصناعية العربية مع المنظمة العربية للتنمية الصناعية ومنصة "Arab Food Hub" مع الإتحاد العربي للإقتصاد الرقمي.
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال منتدى التحول الرقمي وتكنولوجيا الزراعة الذكية التحديات والفرص.