قال عبد السلام المنشاوي الدكتور بمعهد بحوث القمح بمركز البحوث الزراعية، أن صنف القمح مصر 4 هو الحصان الرابح من بين جميع أصناف القمح المتداولة حاليًا، وذلك من خلال بيانات موثقة وحقيقية لمصادر متعددة تتصف بالحيادية تمامًا وعدم التحيز، وفي بدايتها نتائج تجارب المحصول على مستوى جميع محافظات الجمهورية تقريبًا، ثم يأتي بعد ذلك حقول إكثار التقاوي ثم بعض تجارب المزارعين.
وتابع في تصريحات خاصة لـ "البوصلة نيوز" اليوم الثلاثاء، أن المزارع هو السبب الرئيسي في الإنتاج الوفير، فالاهتمام بالعمليات الزراعية وتنفيذها بشكل صحيح هو أهم مقومات نجاح زراعة وإنتاج القمح، طالما الصنف له قدرة إنتاجية عالية ويتم تنفيذ العمليات بشكل صحيح في الوقت المناسب وبالكمية والكيفية الصحيحة.
وأضاف أن صنف القمح مصر 4 هو صنف حديث، وأول موسم يكون له تقاوي معتمدة كان موسم القمح الماضي (2023 / 2024) ولكن الكميات الموجودة منه كانت قليلة جدًا، أما هذا العام فهو متوفر بشكل جيد.
وتابع، أن مصر 4 صنف قمح خبز حديث غزير التفريع ولا ينصح فيه بزيادة معدل التقاوي لتجنب الرقاد للنباتات حتي لا يسبب ضرر كبير للمحصول ويشابه سخا 95 في هذه الصفة أو قريب منه. وأشار إلى أنه عالي المحصول وله قدرة إنتاجية عالية، واسع الأقلمة والتكيف مع الظروف المناخية وله القدرة على مواجهة التغيرات المناخية ولكنه يتأثر في حالة الإخلال بميعاد الزراعة فلا ينصح بزراعته مبكرًا.
ولفت إلى أنه مقاوم لأمراض أصداء القمح الثلاثة الصدأ الأصفر وصدأ الأوراق وصدأ الساق بشكل عالي جدًا لدرجة أنه لا يظهر عليه أي تفاعل مع المسبب المرضي.
وتابع أنه ذلك الصنف له صفات محصولية جيدة وارتفاعه مناسب لا مع الأصناف القصيرة فيكون قليل في التبن ولا مع الأصناف الطويلة والتي تكون عرضة للرقاد لأبسط الأسباب، لافتًا إلى أن له صفات جودة خبيز متميزة وحبوبه ممتلئة ومنتظمة الشكل وتميل إلى الاستطالة قليلًا وحجم الحبوب كبير مما يجعل تصافي الدقيق فيه عالية.
بالإضافة إلى أنه يتحمل الزراعة في البيئات التي تتعرض للاجهادات المختلفة خصوصًا الملوحة أو الحرارة، وأيضًا له نفس الاحتياجات السمادية والمعاملات الزراعية الخاصة بأصناف القمح المصرية الأخرى ولا يوجد له توصية خاصة وهو متوسط التبكير مثل باقي الأصناف.
وتابع المنشاوي أن هذا الصنف له مستقبل واعد تحت ظروف الزراعة المصرية لمقاومته العالية لأمراض الأصداء وصفاته المحصولية وصفات الجودة العالية وتكيفه الواسع مع الظروف البيئية.
وأكد، على أن القدرة الإنتاجية لكل أصناف القمح المصرية المتداولة عالية وليس بينها فروق كبيرة في المحصول، فهي متقاربة بدرجة كبيرة والاختلافات الكبيرة ترجع إلى اختلاف المعاملات الزراعية من مزارع إلى آخر أو اختلاف نوعية وظروف الأرض المزروعة أو ظروف المنطقة، فيجب الاهتمام بالعمليات الزراعية للحصول على القدرة الإنتاجية العالية للأصناف، ولكن فرق خصوبة الأرض ومعاملات المزارع قد تجعل الصنف يعطي 15 أردب عند مزارع ونفس الصنف قد يعطي 25 أردب عند مزارع آخر.