"رئيس البرنامج البحثي لمشروع التنمية المستدامة" الكاسافا سيكون لها دورًا هامًا في تحقيق الأمن الغذائي في ظل التغيرات المُناخية
"أستاذ المحاصيل بالمركز القومي للبحوث" نجاح التجارب الأولية يُبشر بإمكانية التوسع في زراعته
محصول الكاسافا من المحاصيل الزراعية التى لا يعرف عنها الكثيرون شيئاً بالرغم من كونه أحد المحاصيل ذات الجدوى الاقتصادية العالية، حيث يدخل في العديد من الصناعات الغذائية لإحتوائه على الدقيق والنشا بالإضافة إلى أن أوراقه لتي تُستخدم كغذاء للإنسان مثل السبانخ، كما تُستخدم درناته في تغذية الحيوانات، وتعتبر الكاسافا أيضًا من الزراعات المُعمرة، حيث تستطيع العيش لفترات طويلة دون الحاجة لزراعتها سنويًا، إضافة إلى إنها محصول غير تقليدى من الممكن أن يلعب دورًا هامًا في توفير الأمن الغذائي فى مصر فى ظل التغيرات المناخية الحالية، وبالتالي يمكن زراعته بالأراضي المُستصلحة والهامشية بحيث لا ينافس القمح كمحصول غذائي استراتيجي..
وفي ذلك قال الدكتور أحمد جمال، رئيس البرنامج البحثي لمشروع التنمية المُستدامة لمحصول "الكاسافا" بمركز بحوث الصحراء، أن محصول الكاسافا محصولًا غير تقليدي ومن الممكن أن يلعب دورًا مهمًا في توفير الأمن الغذائي بمصر خاصة في ظل التغيرات المُناخية الحالية واختلاف مُعدلات درجات الحرارة، بسبب قدرتة الكبيرة على تحمل الحرارة، فضلًا عن كونه ذو احتياجات سمادية مُنخفضة مما يجعله جذابًا للمُزارعين والمُستثمرين.
تابع، أن هناك بعض الدول تستخدم محصول الكاسافا كغذاء أساسي لهم مثل "دول شرق آسيا وتايلاند ونيجيريا وكينيا"، مُتابعًا أن الكاسافا تستخدم بنسبة 65% للإستهلاك الآدمي، و 21% لتغذية الحيوان، و 14% في صناعة النشا، حيث تحتوي جذورها على نسبة نشا تتراوح بين 25 لـ 30% من الوزن الطازج، و هو ما يُعادل ثلاثة أضعاف محتوى النشا في البطاطس، بينما تحتوي الأوراق على نسبة بروتين تتراوح بين 18 لـ 25%.
وأضاف، أن دقيق الكاسافا يُستخدم في صناعة الخبز عند مزجه جزئيًا بدقيق القمح، كما يُستخدم النشا المستخرج منه في انتاج الفطائر والبسكويت والحلوى، ويمكن أن يحل محل الذرة الصفراء في تلبية الاحتياجات المحلية والأغراض الصناعية مثل صناعة النشا، كما يتم استخدامه في انتاج الوقود الحيوي عن طريق تخمير النشا لتحويله إلى إيثانول، وكذلك في انتاج بعض مُستحضرات التجميل.
وأشار إلى أن تجربة زراعة نبات الكاسافا بمحافظة الوادي الجديد، تمت على مساحة نصف فدان فقط، وتجرى حاليًا دراسات استخراج الدقيق والنشا منه في التجارب الأولية، لاستخراج الدقيق ودراسة خصائص تكوين "العجين" وتحديد نسب خلطه بالقمح، مشيرًا أن كافة مُستخرجات هذا النبات مفيدة ولها استخدامات، كما أن البرنامج تناول الاهتمام بهذا المحصول من عدة اتجاهات منها توفير الشتلات و زراعتها، وعقد ندوات إرشادية للتعريف بالمحصول واحتياجاته البيئية والسمادية المختلفة، كما تناول عملية الإكثار سواء الخضري بالعُقلة أو من خلال زراعة الأنسجة للوصول إلى أفضل الطرق التي تضمن الحصول على أعلى إنتاجية مُمكنة وأعلى صفات جودة للدقيق المُستخرج والمُنتجات الثانوية الآخرى و من أهمها النشا.
في نفس السياق أوضح الدكتور محمد سامي، أستاذ المحاصيل بالمركز القومي للبحوث الزراعية، إن نبات الكاسافا من النباتات الدرنية التي تشبه البطاطس والبطاطا، ويزرع بواسطة العُقل التي تؤخذ من السيقان الناضجة ويتراوح عمرها من عام إلى عام ونصف، مؤكدًا ضرورة خلو هذه العُقل من الحشرات.
وأشار إلى أن نجاح التجارب الأولية التي أجراها فريق البحث على نبات الكاسافا في الوادي الجديد تُبشر بإمكانية التوسع في زراعته، مؤكدًا على ضرورة التفكير خارج الصندوق ووجود حلول بديلة والتوسع في استخدام التقنيات الحديثة مثل البيوتكنولوجي وغيرها في مجال الزراعة، لضمان حق الأجيال القادمة في التنمية المُستدامة.
وتابع أن نقص خبرة المُزارعين المصريين بزراعة هذا النبات من أبرز التحديات التي تواجه زراعته، مُطالبًا ببذل جهود توعوية للمزارعين، وتنظيم دورات عملية على زراعة الكاسافا.