"المركز" أتاح إستخدام مُخلفات المجازر في صناعة أعلاف الدواجن لإرتفاع نسبة البروتين بها نعمل على ترخيص المزيد من خطوط الإنتاج لاستخدام تركيبات جديدة لصناعة الأعلاف
تفاقمت أزمة الأعلاف منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية نتيجة توقف سلاسل الإمداد والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، واتجهت بعض الدول ومن بينهما مصر إلى توفير علائق مُماثلة للأعلاف، وعليه أولت القيادة السياسية ممثلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أهمية كبيرة للموضوع عبر توجيه مركز البحوث الزراعية بإجراء التجارب والأبحاث للتوصل إلى بدائل للأعلاف تحتوي على نفس نسب البروتين والطاقةالمتواجدة في الأعلاف التقليدية باللجوء إلى المخلفات الزراعية والصناعية واستخدامها بطريقة آمنة بدلًا من هدرها، وللتعرف على أهم ما تم التوصل إليه من حلول لأزمة الأعلاف، إلتقت مجلة البوصلة الاقتصادية بالدكتور أحمد العكازي القائم بأعمال المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف الذي أكد أن المركز يواصل العديد من التجارب على خامات جديدة لصناعة الأعلاف ويضع الشروط والمعايير التى يمكن أن تقر الخامة وتتداول على أساسها، إلى جانب رفع القيمة الغذائية للأعلاف المتتجة وتحديد الجدوى الاقتصادية لتلك البدائل، قبل إنتاجها بشكل تجاري . وإلى نص الحوار:
•بداية، ما هي أهم الأنشطة التي نفذها المركز الإقليمي للأعذية وساهمت في توفير الأعلاف خلال عام 2023 ؟
•• قام المركز بدراسة كل ما يتعلق بتداول واستيراد وتصنيع الأعلاف، وما يطرأ على القطاع من خامات جديدة، ووضع لها الشروط والمعايير ليتم إقرارها وتداولها، وعام 2023 كان مليء بالتغيرات المناخية إلى جانب الأزمات الإقتصادية العديدة منها حرب روسيا وأوكرانيا ووقف سلاسل الإمداد وبالتالي ارتفاع أسعار الخامات، إضافة لحرب غزة، ومن هنا جاء دور وزارة الزراعة والمتمثلة في مركز البحوث والمركز الإقليمي للأغذية والأعلاف في توفير خامات بديلة غير تقليدية للأعلاف لتقليل الضغط على الدولار، حيث تم الإعتماد على العديد من الخامات الجديدة، كمخلفات صناعات السكر والعجائن والزيوت والعطور والأزولا المجففة ومستخلص الأسبيرولينا، وعروش محصولي البنجر والبطاطس، والتبن، والأحطاب، وقش الأرز بطريقة آمنة وتحويلها من مخلفات إلى مواد ذات قيمة.
• ماذا عن أهم الخطط الموضوعة لـ 2024 لمواجهة أزمة الأعلاف في مصر؟ •• نستهدف شرعة عرض الخامات الجديدة من الأعلاف على لجنة تحديد المواصفات للخامة التي يتم تسجيلها، وذلك بعد إجراء العديد من التجارب والأبحاث في معامل النسب الهضمية بالمركز وإدراجها في كتالوج الخامات.
• ما هى أفضل البدائل المحلية المُتاحة حاليًا للأعلاف التقليدية المستوردة؟
•• ليست بدائل للأعلاف بالمعنى المتداول، ولكنها بديل أخر لتغذية الحيوان يمده باحتياجاته اليومية من العناصر الغذائية المختلفة، مثل الطاقة والبروتين والمعادن والفيتامينات فمثلًا البرسيم والدريس أعلاف تقليدية، أما السيلاج والقش المعامل باليوريا والأمونيا، فهى أعلاف غير تقليدية.
• هل هناك فرق بين الأعلاف المنتجة للحوم الحمراء وبين المُخصصة للدواجن والأسماك؟
•• المواشي وهو التي يطلق عليها "المُجترات" يتميز الجهاز الهضمى لها بـ "كرش"، وهو جزء من معدتها المركبة يحتوى على عدد كبير من البكتيريا والبروتوزوا المُحللة للألياف والتى تحولها إلى مواد سكرية قابلة للامتصاص، وتنمو هذه البكتريا والبروتوزوا وتتحول إلى بروتين ميكروبى قابل للامتصاص فى الجزء السفلى من الجهاز الهضمى للمجترات، أى إن آكلات العشب تستطيع أن تكون احتياجاتها من البروتين والطاقة من المواد الفقيرة غذائيًا بينما للحيوانات وحيدة المعدة "الدواجن" لا تستطيع ذلك، وهذا ما يجعلنا نفكر دائمًا فى تركيب علائق للمجترات من مواد خشنة لم يكن يتم استخدامها من قبل.
• ما هى أبرز الجهود البحثية التي يقوم بها المركز للتوصل لأعلاف غير تقليدية؟ •• تدرس لجنة مواصفات الأعلاف بالمركز الإقليمى للأغذية والأعلاف كل ما يستجد من خامات جديدة وتضع لها الشروط والمعايير التى يمكن أن تقر الخامة وتتداول على أساسها، إلى جانب رفع القيمة الغذائية للمواد الخشنة بالمعاملات الكيميائية والإنزيمية والميكروبيولوجية المختلفة ودراسة الظروف المثلى للسيلجة "عيدان الذرة الخضراء" أى عملية تحويلها إلى سيلاج أو علف والكمر، وحساب التكلفة والجدوى الاقتصادية لتلك البدائل، ثم التدريب والإرشاد للمربين والمزارعين على هذه الطرق وعلى الخطوات الواجب اتباعها للحصول على علف يحقق عائدًا اقتصاديًا لهم، ومن جانب آخر تقوم بحوث تغذية الحيوان إلى إيجاد حلول بديلة تضمن استدامة الإنتاج وتوفير تلك البدائل طول العام.
• إلى أي مدى يمكن أن تحل بدائل الأعلاف غير التقليدية محل الأعلاف المستوردة؟
•• بدون شك تمثل تلك البدائل إضافة إيجابية في توفير الأعلاف، حيث تم زيادة العديد من تراكيب أعلاف المجترات، وزيادة عدد وحدات تدوير مخلفات المجازر المعاملة بالضغط والحرارة، إذ إننا نمتلك ما يربو من 1.8 مليار طائر من الممكن استخدام مخلفاتهم في إضافات الأعلاف لأنها تحتوي على نسب عالية من البروتين، ويرخص قطاع الإنتاج الحيوانى والمركز الإقليمى كل يوم عشرات خطوط الإنتاج لخامات وإضافات أعلاف جديدة بعد إثبات الكفاءة والسلامة والخلو من موانع الاستعمال وتجانس المنتج النهائى ووضع الظروف المثلى للتصنيع والتداول والتخزين وتوصيات الاستعمال، والحيوان المُستهدف، ونسب الإضافة إلى العلائق.
• هل تعطي هذه البدائل نفس النتائج من حيث الجودة والكمية مقارنة بالأعلاف التقليدية؟
•• لا يتم تسجيل أى تركيبة علفية إلا بعد ثبوت كفاءتها وسلامتها ومعاينة خط إنتاجها، ويراعى فى هذه التسجيلات أن تكون متوازنة وتغطى احتياجات الحيوان والحالة الفسيولوجية والمرحلة العمرية.
• إلى أي مدى تعمل العلائق الغير تقليدية على توفير العُملة الصعبة وخفض السعر النهائي للمُستهلك؟
•• هناك بالفعل نسب وفر كبيرة فى فاتورة الاستيراد بالعُملة الصعبة، مما سيُفيد المستهلك النهائى، ويرجع ذلك لأسباب عديدة، منها توفير العملة الصعبة لجوانب أخرى لا يمكن الاستغناء عنها، وفتح وحدات إنتاجية جديدة وتوفير فرص عمل فى عمليات إعادة التدوير، وتخفيف الحمل على البيئة من إعدام تلك المخلفات أو عدم استخدامها الاستخدام الأمثل، ثم إن فكرة الاكتفاء الذاتى، ولو النسبي فى بعض خامات وإضافات الأعلاف سوف تقلل تكلفة الإنتاج، وبالتالى تحدث وفرة فى السلع مثل اللحوم الحمراء.
• هل تتوقع تراجع أسعار الأعلاف بعد الإعلان عن مشروع رأس الحكمة؟
•• أسعار الأعلاف بدأت بالفعل في التراجع بعد الإعلان عن المشروع وتوفير العملة الصعبة وانهيار الدولار في السوق الموازي، وأتوقع استمرار هذا التراجع خلال الأيام القليلة المقبلة.