محمد صفوت

القدر موكل بالمنطق

الجمعة 11 أبريل 2025 -12:01
الحمد لله الذي خلق الإنسان وكرمه بالعقل والإرادة، وجعل القدر سِرًّا من أسرار الايمان فالقدر ليس قيدًا يُسلب الإنسان حريته، بل هو حكمة إلهية تتفاعل مع اختياراتنا، وتتجلّى في مسار حياتنا حين نربط بين التوكل على الله والسعي بقوة المنطق والأمل. امتثالا لقوله تعالى فقدرنا فنعم القادرون فإن النَّبِي يُحِبُّ الفَأْلَ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُحب التفاؤل ويحثُّ عليه، ويَنهى عن التشاؤم. ففي الحديث: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفَأْلُ الصالح». والفأل هو النظر إلى الحياة بمنظار الأمل، والبحث عن الخير حتى في أصعب المواقف. فالمؤمن لا يرى القدر مُخيفًا، بل يراه قَدَرًا مُحكمًا يَسير وفق حكمة الله، وكلما اقترب من الله بالدعاء والعمل الصالح، اقترب من خير ما قُدِّر له. وعلينا ان نطلب من الله خير الأقدار ونتفائل بالخير حتى نجده وقد علمنا نبينا الكريم أن نقول «اللهم إني أسألك خيرَ ما قضيتَ، وأعوذ بك من شر ما قضيتَ» او نقول وقنا وصرف عنا شر ما قضيت هنا نرى التوازن بين التسليم للقدر والطلب من الله أن يكتب لنا الخير فيه. فالإيمان بالقدر لا يعني السلبية، بل يعني الجَمع بين الدعاء والأخذ بالأسباب، والثقة بأن اختيار الله لنا هو الأكمل، حتى لو خالف هوى النفس. فالله يعلم ما لا نعلم، ويختار ما لا نستطيع اختياره. فقد علمنا نبينا الكريم أن نتحدث عن المستقبل بأسلوبٍ مشرق قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قال أحدكم: لو فعلت كذا لكان كذا وكذا، فليقل: قَدَّر الله وما شاء فعل». هنا نتعلم أن المستقبل بلسان التفاؤل، لا التشاؤم، لأن الكلمات تُشكّل واقعنا. فمن يتحدث بالخير يجده . فلا نقول: "سأفشل"، بل نقول: "سأجتهد ويتقبل الله مني فالتفاءل خُطوة نحو تحقيق القَدَر الجميل. فيوسف عليه السلام: اختيار السجن على المعصية فقال : «رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ»، قدم درسًا خالدًا في الربط بين المنطق والقدر. فقد فضّل السجن على الوقوع في الحرام، وثِقَ أن الله سيُخرجه بالخير. يجب أن نعلم أن الإنسان قد يقول شيئا سيئا، أو يعيّر غيره بخطأ، فيبتلى لا تنظر فى عيب اخيك فيعفيه الله ويبتليك ، فقد جعل الله للقدر أسبابا، فيكون من أسباب البلاء أحيانا: تكلم الإنسان به عزيزى القارئ عليك بحسن الظن فى الله وتذكر قوله "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي" في الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء»فمن ظن أن الله سيرحمه ويُيسر أمره، كتب الله له ذلك. فالمنطق هنا يلتقي مع الإيمان: فكلما عَظُم ظنك بالله، عَظُمت بركاته في حياتك. فلا مكان لليأس مع الإيمان، ولا مكان للعجز مع الأمل. القدر ليس لغزًا مُبهَمًا، بل هو طريقٌ نَسير فيه بمنطق الإيمان، ونور الأمل، وثقة العبد بربه ونتفاءل. فلانكن كالنبي يوسف، نختار الصعب بل نكون كنبينا الكريم ونسأل الله العفو والعافيه ونتذكر دائمًا: أن الله يُغير القَدَرَ بِدعوة، ويُبدل الحال بِأمل فظن بالله خيرا يعطيك خير الدنياه والاخره