عزمي المنشاوى يكتب..

لماذا أنا حزين..؟!

السبت 21 يناير 2023 -10:03
أتابع أحياناً برنامجاً اسمه "أنا سعيد"على قناة" القاهرة والناس" يقدمه سعيد جميل (تصور سعاده وجمال مع بعض!! ) يتناول فيه مشكلات اجتماعية و تجارب وقصص حقيقيه يواجهها الرجال والنساء في المجتمع المصري، وهو من البرامج المختلفة اسماً وشكلاً ومضموناً ..

لكن هذا البرنامج جعلني أفكر وأسال نفسي لماذا أنا حزين.. وهو سعيد؟ - هل أنا حزين لأن كل أو بعض ما حولي يسوقني إلي الحزن.؟

- هل أنا حزين لأني من الـ20%، مرهفي الحس الذين يعانون من "الحساسية المفرطة" (Highly Sensitive Person).

وأنظر إلي العالم بشكل مختلف عن الآخرين نظراً للاختلاف البيولوجي الذي ولدت به، وأكسبني حساسية شديدة جعلتني عاطفياً ومبدعاً وذا نظرة ثاقبة(كلام دراسات علميه.. ليس مدحاً في شخصي) ، لكني أكثر توتراّ وإرهاقاً، مما أثر على حياتي وحالتي النفسية؟

– هل أنا حزين لأني أكره العنف والقسوة: فأنا حساس للغاية تجاه رؤية أو سماع حوادث مفجعة أو مشاهدة أفلام عنيفة أو دامية أو مخيفة، أو أشياء عن القسوة على الحيوانات أو أي أعمال وحشية ضد الإنسان أو الحيوان؟

- هل أنا حزين لأني أنفعل بكل شيء جميل، أكلة شهية، رائحة غنية، عمل فني، لحن موسيقي، لدرجة تشبه الغيبوبة.

وفي الوقت نفسه مَن حولي لا يشاركوني الانبهار ذاته.. بل الكثير يشوه الطبيعة والجمال؟


– هل أنا حزين لأني أتمتع بمستويات مرتفعة من التعاطف، فسرعان ما أستشعر عواطف الآخرين وأندمج معها حتى لو كانت لا تخصُني، مما يجعلني أعاني من الإرهاق العاطفي المتكرر؟

- هل أنا حزين لأن لدي قوة الحدس فأحياناً أقرأ أفكار من حولي وأستشعر حالاتهم المزاجية من خلال إدراكي للتفاصيل وتعبيرات الوجه ولغة الجسد ونبرة الصوت، وبالتالي أكون من أوائل الذين يكتشفون الأشياء، وأحذر من المخاطر المحتملة؟

- هل أنا حزين لأني كثير التوتر والقلق، وألقي اللوم على نفسي إلى حد جلد الذات، إذا أخفقت في تحقيق تقدم في حياتي أو توقعات أو خطط العمل؟

– هل أنا حزين لأني أشعر بالغضب من مواقف يومية أقابلها في تعامُلي مع الآخرين، تبدو مزعجة وغير صحيحه أوغير عادلة؟


​​​​​​ – هل أنا حزين لأني أجد صعوبة في تخطي المواقف السلبية من الآخرين حتى لو كانت بسيطة نسبياً؟

- هل أنا حزين لأني أ كتم سخطي وغضبي تجاه الآخرين وينتج عن ذلك أعراضاً جسدية مثل الصداع أو الإعراض عن الطعام؟.


- هل أنا حزين لأني فقدت كثيراً من الناس الذين أحببتهم.. وأفقد كل فترة ناساً أحبهم (بشكل مفاجئ) من الأسرة أو المقربين، سواء بسبب الفراق أو الموت؟

- هل أنا حزين لأننا في فصل الشتاء.. وهو ما يعرف بالاكتئاب الموسمي أو الاضطراب العاطفي الموسمي ( Seasonal Affective Disorder) الذي يكون في فصول معينة كالشتاء أو الخريف ؟

- هل أنا حزين لأني أرى ارتفاع سن الزواج بين الشباب والشابات أو بأسلوب أدق انعدام سن الزواج؟

- هل أنا حزين لأني أرى حالات الطلاق تتزايد كثيراً.. والبيوت تنهدم أو تتهاوي؟

- هل أنا حزين لأني أرى انحداراً للأخلاق في معظم الأماكن وبين معظم الناس خاصة الشباب؟

- هل أنا حزين لأن حرب روسيا وأوكرانيا لم تنته حتي الآن.. ويتم فيها تدمير البني التحتية مثل: قطاعات الأنظمة الغذائية، والرعاية الطبية، والنظافة، والنقل، والاتصالات، والطاقة الكهربائية؟.. وارتفعت الأسعار بسببها.. واستغل التجار ذلك ولم يرحمونا.. ولم تتدخل الدولة -إلا قليلاً- لأن حكومة الدكتور مصطفي مدبولي ضعيفة، أو لأنه ووزراؤه لا يعيشون معاناتنا وهمومنا وصراعانا من أجل لقمة العيش، أو بحجة أننا نعيش اقتصاداً حُرا.. هل ينفع يكون الاقتصاد حُرا والمواطن محبوسا في قفص الأسعار.. والنار تُلهبه من جميع الاتجاهات؟


- هل أنا حزين لأني أحس بالآخرين.. خاصةً الفقراء (وأنا منهم) لأن الأسعار تضربهم بكل قسوة وتضرب في كل شبرٍ من بلدي.. وتحرق جيوبهم ولا أستطيع أن أدفع عنهم ما هم فيه..! بل الغلاء يحرق جيبي ومدخراتي و يحرقني.. شخصياً؟

- هل أنا حزين لأني لا أرى بصيص ضوءِ آخر النفق؟!!