"أتمنى من أصدقائي وزملائي الفنانين الذين عملت معهم على مدار حياتي مساعدتي في الحصول على فرصة عمل، والانضمام إلى ركب الدراما في مصرنا الحبيبة، لا طعم للحياة بدون عمل، ابني يكبر أمامي ولا أعلم كيف سأعينه على مواجهة صعوبات الحياة، وأنا محروم من تحقيق ذاتي ولا أملك مهنة أخرى وأخشى من الموت كمدا وحزنا.."
جاءت هذه الكلمات من منشور على الفيس بوك للممثل أحمد عزمي مؤثرة وأوجعت قلوبنا فالمتابع لحال التمثيل في مصر في السنوات الأخيره يجد أن التمثيل مهنه غير مُجديه مادياً لكل من امتهنها وركن إليها إلا قليل.
أبطال ونجوم يعملون كل يوم؛ وبعضهم تضحك له الدنيا وتُدر عليه مهنة التمثيل ملايين الجنيهات في مسلسل او فيلم واحد ..حتي وصل أجر أحدهم في مسلسل رمصاني 40 مليون (هل استوعبت الرقم) … و ناس تانيه لا تجد عملاً (ب1000 جنيه)أو دخلاً أو دواءً أو لا تملك سكناً أصلاً !!
فئة من النجوم ثرواتهم بين مليار و2مليار جنيه ..وفئة ثانية ثرواتهم من 300 مليون إلى مليار جنيه.. والفئة الأكثر عددا ثرواتهم أقل من 300مليون.
ولفتت النظر إلى سؤال مهم: هل هناك احتكار في إنتاج الدراما والسينما في مصر وهل إذا غضبت شركة إنتاج كبرى أو صغرى على ممثل "يقعد في بيته" ويصبح عاطلاً عن العمل.
*
و من يتابع أخبار الفن في الفترة الأخيرة يجد عناوين من عينة:
* طارق الدسوقي بعد 11 سنة غياب عن التمثيل: اللي بيحصل ده تدمير لجيل كامل
* شريف خير الله بعد بيع ممتلكاته وحصوله على قروض: «يا ريتني عملت حساب اليوم ده»
* سيد صادق من فنان إلى تاجر قطع غيار سيارات.. «الفن مالوش أمان»
* شمس من 5 مسلسلات في عام واحد إلى «قعدة البيت»: مش ههين نفسي عشان لقمة العيش
* قرر الفنان محمد عباس، نجم برنامج ستار أكاديمي، اعتزال الغناء، بسبب سوء وصعوبة العمل فى الوسط الغنائي والعودة مرة أخرى لعمله كمهندس ديكور.
وقال هارجع أشتغل مهندس ديكور عشان أعرف أعيش وأبني نفسي، وقال: هناك أزمة في شركات الإنتاج ومع ذلك واجهت صعوبة في اختيار أغانٍ لألبومي الجديد الذي أجهز له منذ عامين، وسيطرح قريبا في الأسواق ولكن لم أعد أهتم سوى بنجاحه أو فشله وهو الأمر الذى جعلني أقرر اعتزال الغناء".
*
عدد كبير من الفنانين الذين ملأوا الشاشات بنجاحاتهم في سنوات ماضية، اختفوا فجأة عن الساحة الفنية، وكأنهم وقفوا في منتصف السلم فنسيهم الجمهور اللي شاف أعمالهم قبل كده.. ولم يعرفهم الجمهور الجديد ، فبعد أن كانت العروض الفنية تنهال عليهم اصبحوا عاطلين عن العمل الآن.
لماذا يحدث ذلك؛ هل السبب قلة الإنتاج الدرامي أو السينمائى عن السنوات الماضية .. أم لأن عدد الممثلين فى بلدنا كثير .. أم لأن الوسط الفنى تغلُب عليه الشللية؛ فكل بطل عمل بيجيب حبايبه في الفيلم أو المسلسل.
هل المشكله في المخرجين وترشيحاتهم؟..
قالت الفنانه الكبيرة يسرا: «مصر كانت تنتج في العام الواحد عشرات الأفلام، لكن الأزمة الاقتصادية الراهنة لها تأثير بالغ على تراجع الإنتاج في مصر». وقالت أن تكاليف الفيلم الواحد «أصبحت تتطلب أرقاماً فلكية، وهو أمر لا يستطيع أي منتج تحمله».
كما أن النقاد أجمعوا على أن دول العالم واجهت أزمات اقتصادية وعانت كثيرا طوال الفترة الماضية منذ أزمة كورونا، والتي ترتب عليها انخفاض الإيرادات بسبب ضعف الإقبال والاتجاه نحو المنصات الإلكترونية، مشيرين إلى أن صناعة السينما في مصر تواجه أزمات وتحديات كبيرة ساهمت في تراجع الإنتاج وانخفاض عدد الأعمال السينمائية.
*
واذا كان الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية قد قال أن النقابة تهتم بأعضاءها طبياً و الاجتماعياً، وتسعى لتوفير فرص العمل للجميع؛ فما زالت الشكوى مستمره حتى خروج احمد عزمي عن صمته مؤخرا بشكواه ووجعه وخوفه من المستقبل.
وحتي لو قال النقيب أن نقابته ستنفذ حفلات وتودع دخلها لصندوق مخصص لرعاية الفنانين وأسرهم.
*
وأنا ختاما أقول لهواة التمثيل أو الغناء فكلاهما واحد؛ مصيرهما ومستقبلهما واحد:
لا تركنوا الى التمثيل ولا تجعلوه شغلكم الشاغل ولكن اجعلوه مهنتكم الثانية؛ فلابد أن يكون لك عمل أساسي أو مشروع لأنه لن يكون كل ممثل هو عادل إمام ولن يكون كل مطرب هو عمرو دياب..!
Azmy5050@ gmail.Com