المدينة هي "حدائق أكتوبر"
الزمان: الساعه 4 عصرًا.. ثالث يوم عيد الفطر 2025
المكان: الجيزة - طريق الواحات - مدخل مدينة حدائق أكتوبر عند مدينة الإنتاج الإعلامي وبجوار المدينه الترفيهيه تنزا Tanza (الماجيك لاند سابقًا) التي أنشئت باستثمارات مليار و ١٠٠ مليون.
وسوق الخضر والفاكهه بمدينه 6 أكتوبر
الحدث: رجل خمسيني يجلس هنا ومنذ 10 سنوات يلبس جلباب أبيض وغطاء رأس أبيض ويحكم حركة الناس الداخل والخارج إلى هذه المنطقة.. أقصد المدينة التي إسمها حدائق أكتوبر مع إن وجوده يضيف إليها صحراء غير الصحراء التي بها..!!
اقتربت إلى الرجل الجالس تحت الشجرة وشكوت إليه إن أصحاب السيارات السرفيس يجبرون الناس على دفع أجرة 22 جنيه لمدينه السلام أو العاشر ولا يحملون أي شخص للطريق الدائري مع إنهم يمرون عليه والأجرة المعروفه عليه 12 جنيها، حتى طريق المحور أو محور 26 يوليو فأشار بيديه إلى شريط مربوط على قدمه وقال لي أنا راجل عاجز أعمل لك إيه؟، وانتظرته في حدود أربعين دقيقه ليتعطف علينا أحد قادة السيارات ويحملنا إلى غايتنا أنا ومن معي..
طبيعي أنه يرد عليا بغطرسة وكبرياء، لأن هذا هو موسم حركة الناس في الأعياد وقمة الاستغلال، فكيف لي أن أشكوه إلى نفسه وهذا الأسبوع موسم، ولأن مصلحته معهم، ودائمًا هو من يحدد تسعيرة الانتقال إلى أي مكان سواء جامعة القاهرة أو الجيزة أو الدائري أو المريوطية.. كنت دائمًا خلال العشر سنوات التي أتعامل في هذا المكان أحس إنه دولة داخل الدولة أنه كيان داخل محافظة الجيزة، لا أحد يقترب منه يعلق يافطة ورائه في كل مناسبة ويجلس بجوارها أو تحتها يحتمي بها أو بسببها..
مرت الساعة ولم نركب أي سيارة ميكروباص من الموجودة وهي بكثرة، ولكن طمع السادة قادة السيارات الأجرة يُصرون على أن تكون الأجرة 22 جنيهًا ولو محطة واحدة ستركبها.
وخلال انتظاري طوال الساعة كانت الأسئلة تدور في ذهني:
** من يحمي هذا الرجل في هذا المكان طوال هذه السنوات؟
** لماذا لانجد الأتوبيسات المملوكة للدولة أو منظومة القطاع الخاص المحترمة والغير مستغلة؟
** من تركنا لمن ومن قبض الثمن؟
** أين مسؤولي محافظه الجيزة.. أين مسؤولي مدينة حدائق أكتوبر، أين مسؤولي قسم ثالث أكتوبر الذي يتبعه هذا المكان؟، أرجو منهم أن يطلبوا منه الرأفة والرحمة بحال الناس؟..