د. محمد أبو أحمد

هودوا ما شئتم من الأرض.. فالأراضي العربية تعرف أصحابها

الخميس 02 نوفمبر 2023 -11:41
أولت حكومات الاحتلال الصهيونية المتعاقبة منذ عام 1948 اهتمام كبير بتزوير التاريخ لطمس الهوية العربية الإسلامية لمدينة القدس، حيث قام المؤرخين الصهاينة وعلماء الآثار بمحاولات مستمرة لمحو الهوية عن الآثار الفلسطينية ومحاولة تهوبدها .


و تواجه فلسطين أبشع أوجه العدوان الثقافي والتاريخي ، خاصة في مدينة القدس المحتلة عاصمة فلسطين الأبدية، فكل أرض فلسطين منذ 55 سنة، بفعل الإجراءات التي ينفذها الاحتلال باتت عرضة للتدليس ، وتستهدف تاريخ المدينة ومقدساتها وأهلها وهويتها العربية والإسلامية المسيحية.

وهناك العديد من الأمثلة التي حفظها المؤرخين العرب منذ الفتح الإسلامي للقدس في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نذكر منها على سبيل المثال التالي..

عندما دخل سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه القدس، ذهب فصلى في مصلى صغير بجوار الكنيسة، وَبُنِيَ فيه مسجد يسمى بمسجد عمر، ثم إنه أيضًا جلس يبحث عن موضع حط البراق في أي مكان، وعرضوا عليه أماكن كثيرة، وهو يقول: ليس هكذا وصف رسول الله ﷺ ، حتى اعتلى جبل المعبد ويسمى داريا، وهو على ارتفاع ثلاثين مترًا تقريبًا في بعض أضلاعه، مساحته في قمته أربع آلاف وأربعمائة متر، في هذه الساحة صلى سيدنا عمر بعد أن اكتشف الصخرة وقال: هكذا وصف رسول الله ﷺ ، ومن هذه الساحة المباركة التي سميت بساحة البراق، وهذا الحائط المبارك الذي ينزل بنا إلى الوادي ثلاثين مترًا، هو حائط البراق.

جاء اليهود وابتداءً من القرن التاسع عشر، يَدَّعون أن هذا الحائط مقدس عندهم، وأن الله يتجلى عليه، وأن الدعاء يستجاب عنده، وجلسوا في منازعة سخيفة في ملكيته مع المسلمين، المسلمون يدافعون عن هذا الحائط الغربي "حائط البراق"؛ لأنه الذي ربط فيه رسول الله ﷺ البراق ونزل عليه، وسار هناك فصلى في موطن المسجد الأقصى، ثم ذهب بعد ذلك إلى الصخرة، فاعتلاها فعُرج به إلى السماء.

القدس الشريف هو القبلة الأولى للمسلمين، هو في قلب كل مسلم وفي وجدانه، وهو راية ولو صغرت، إلا أنها تُلَخِّصُ كل شيء؛ تُلَخِّصُ العدوان المستمر عبر القرون، من المشركين واليهود، ثم من فارس والروم، ثم من الصليبيين والمغول، ثم من الاستعمار الحديث إلى اليوم .
وختاماً أقول هودوا ما شئتم من الأرض، فالاراضي العربية تعرف أصحابها وستهب رياحها لاستقبالهم فاتحين، وإن غداً لناظره قريب.