د. محمد أبو أحمد

هل حسمت المعركة للتافهين!؟

الأربعاء 10 يوليه 2024 -11:39
هل حسمت المعركة بالفعل للتافهين..!؟ هل أصبحنا فى زمن سيادتهم؟ والي أي فترة من الزمان سيبقى ذلك الوضع ؟! ..

لقد تغير الزمن بالفعل فزمن الحق والقيم بدأ في القفول.. ذلك أن التافهين أمسكوا بكل شيء !!! 

ويُقدم كتاب "نظام التفاهة" للكاتب ألان دونو تحليلًا نقديًا للظاهرة المُقلقة لسيطرة "التافهين" على مختلف جوانب الحياة المعاصرة، والاكثر خطورة هو القبول المجتمعى لهم والاحتفاء بهم ..
ويتضمن الكتاب عدة فصول شارحة للظاهرة ومحللة لها وصولاً الي ايجاد حلول واقعية لمواجهتها..

  أولاً : سيادة التفاهة : يُشير دونو إلى هيمنة ثقافة التفاهة والسطحية على المجتمعات الحديثة، ممّا يُهدد القيم العميقة والجدية.

 ثانياً: صفات التافهين: يصف الكاتب "التافهين" بأنهم أشخاص يفتقرون إلى المعرفة والثقافة، ويُركزون على تحقيق الشهرة والمال دون اهتمام حقيقي بالقضايا الجوهرية.

 ثالثًا: آليات سيطرة التفاهة: يوضح دونو كيف يستغل "التافهون" وسائل الإعلام والرأسمالية لبسط سيطرتهم ونشر ثقافتهم السطحية، ممّا يُثبط التفكير النقدي.

 رابعًا: عواقب سيطرة التفاهة:

يُحذّر دونو من مخاطر سيطرة التفاهة على المجتمع، مثل :  تراجع القيم الأخلاقية، و تفشي الفساد.  ضعف المؤسسات الديمقراطية.

 خامسًا: المقاومة: يُقدم دونو بعض الأفكار لمقاومة هيمنة التفاهة، منها :

 دعم الثقافة المستقلة.
تعزيز التفكير النقدي.
المشاركة السياسية الفاعلة.
​​​​​​
كما يُقدم الكاتب تحليلاً تاريخيًا لظهور "التافهين" وصعودهم إلى السلطة، حيث  يُناقش دونو دور المثقفين في مقاومة "نظام التفاهة"..

وفيما يعرض هذا الكتاب التسلسل العملي لسيادة التفاهة وطرق مواجهتها فإنني أرى أن ما نحتاجة فى تلك الفترة الحرجة من عمر البشرية هو خوض معركة الفكر والتنوير وسيادة قيم العدالة والحق والتسامح.
حتى تتوافر فرص عادلة أمام الجميع بما يسمح للفرد بالعمل والإبداع وعاى الحكومات أحياء الأمل والعمل ليستطيع كل فرد تحقيق ذاته عبر مجموعة من القيم التى توافقت عليها البشرية وبما لا يسمح للتافهين بالتغول وسيادة الأوضاع بالأمر الواقع مما يمهد للقبول المجتمعي لهم وهو الأمر الذي إن حدث فلن يستطيع مجتمع مقاومة التافهة لأنها ستكون هي المسيطرة والمتحكمة ..