د. محمد أبو أحمد

ملحمة العاشر من رمضان.. نصر خالد في تاريخ مصر

الإثنين 10 مارس 2025 -12:58
بسم الله الرحمن الرحيم "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"

في السادس من أكتوبر عام 1973، العاشر من رمضان عام 1393 هجرية سطرت قواتنا المسلحة المصرية ملحمة بطولية خالدة في تاريخ مصر الحديث، حيث عبرت قناة السويس وحطمت خط بارليف المنيع، واستعادت جزءًا غاليًا من أرض سيناء الحبيبة.

تخطيط محكم وإرادة صلبة:_

لم يكن نصر العاشر من رمضان وليد الصدفة، بل كان ثمرة تخطيط محكم وإرادة صلبة وعزيمة لا تلين.

فقد استعدت القوات المسلحة المصرية لهذا اليوم المشهود سنوات طويلة، وتدربت على أحدث الأسلحة والتكتيكات العسكرية، ووضعت خططًا دقيقة لعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف ، ودحر قوات العدو الإسرائيلي الذي كسر هذا النصر غطرسته وأسطورته الوهمية.

عبور القناة وتحطيم الأسطورة :_

في تمام الساعة الثانية ظهرًا، انطلقت الطائرات المصرية لتدك حصون العدو، وفي الوقت نفسه، انطلقت قوارب المهندسين العسكريين لفتح ثغرات في الساتر الترابي لخط بارليف، وخلال ساعات قليلة، تمكنت قواتنا المسلحة من عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف، الذي كان يعتبره العدو حصنًا منيعًا لا يقهر.

وخاض الجندي المصري تلك المعارك للشرسةصائما محتبسا متوكلا على الله ووسط تلك التضحيات الجسام لم يكن النصر سهلًا، فقد خاضت قواتنا المسلحة معارك شرسة ضد العدو، وقدمت تضحيات جسام من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة.

لقد سطر جنودنا البواسل بدمائهم الزكية أروع ملاحم البطولة والفداء، وأثبتوا للعالم أجمع أنهم قادرون على تحقيق المستحيل.
ليكون إنتصار قواتنا البطولي في العاشر من رمضان  نصرا غير مجرى التاريخ ..

لقد كان نصر العاشر من رمضان نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وأثبت للعالم أجمع أن الحق لا يضيع طالما وراءه قوة تحميه.

لقد استعادت مصر بهذا النصر جزءًا غاليًا من أرضها، واستعادت معه كرامتها وعزتها.

ذكرى خالدة في قلوب المصريين:_

ورغم كل الصعاب والتضحية  يظل العاشر من رمضان ذكرى خالدة في قلوب المصريين، نستلهم منها قيم البطولة والفداء والتضحية من أجل الوطن.

وفي هذا اليوم، نتوجه بالتحية والتقدير إلى أبطالنا البواسل الذين سطروا بدمائهم الزكية أروع ملاحم النصر، ونعاهدهم على أن نظل أوفياء لذكراهم، وأن نحافظ على تراب هذا الوطن الغالي.
عاشت مصر حرة بشعبها وجيشها الأبي الشريف الذي لم يفرط يوما في حبة رمل من تراب هذا الوطن العظيم .