مرّ من شهر رمضان ثُلثيه، وها هيَ العشر الأواخر منه تدقّ أبوابها مؤذنةً بانتهاء شهر الله الفضيل.
وإذا كان العلماء قد اتفقوا على أن رمضان هو خير الشهور وأفضلها عند الله، فإنهم قد أجمعوا كذلك على أن العشر الأواخر منه هي أفضل ما فيه وأعظم لياليه؛ وأعظمها هي ليلةُ القدْر والتي هيَ أفضل ليلةٍ في الزمان.
فكيف نجتهد في هذه الأيام والليالي المباركة؟..
طمعًا في جِوار رسول الله ﷺ واستغلالا لفضل الليالي العشر المباركات فالكثير من الفقهاء والدعاه اقترحوا العديد من أعمال الخير التي يرجون من خلالها أن نوفق في بلوغ ليلة القدر ، ومن تلك الأعمال هناك بعض الأعمال البسيطة والتى إذا حافظنا عليها نسأل الله أن يتقبلها منا ويبلغنا ليلة القدر ونذكر منها ما يلي..
-الاعتكاف:
ورَدَ في "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها: "أنّ النبي ﷺ كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده".
-تحرّي ليلة القدْر:
قال رسول الله ﷺ: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".
-الدعاء:
سألت أم المؤمنين عائشة رسول الله ﷺ: "يا رسول الله، أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفوا عنا ".
ترك الخصومة والمشاحنة:
عن عبادة بن الصامت قال: "خرج النبي ﷺ ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم".
والتلاحي هو الشتم والبُغض
-الإحسان للمستضعفين بالصدقات والزكاة:
الصدقة وإن قلت وإخراجُ الزكاة في رمضان أفضل من غيره من باقي شهور السنة.
فعن النبي ﷺ قال: "أفضل الصدقة، صدقة في رمضان". فما بالنا لو توافقت صدقاتنا وزكاتنا مع يوم القدر وليلته.
نسأل الله أن يبلغنا ليلة القدر وأن يتقبل منا الصيام والقيام وأن يرزقنا لأداء صالح الأعمال وأن يتقبلها منا ومنكم وأن يرزقنا صلاة قريبة في المسجد الأقصى.
اللهم بقوتك، وبغوثك، وبغيرتك على حرماتك، وبحمايتك لمن احتمى بآياتك، نسألك يا الله يا سميع يا قريب، يا مجيب يا منتقم يا جبار، يا قهار يا شديد البطش، يا عظيم القهر يا من لا يعجزه قهر الجبابرة، ولا يعظم عليه هلاك المتمردين من الملوك والأكاسرة، أن تردَّ كيد المحتلين في نحرهم، وتجعل مكرهم محيطًا بهم، اللهم انصر إخواننا في أرض فلسطين، وأمدَّهم بقوتك وعزتك وجبروتك. اللهم أيدهم بجنودك ونصرك يا قوي يا كريم.