د. محمد أبو أحمد

"قد صدّقت الرؤيا"...

الأربعاء 04 يونيو 2025 -04:11
كلما حلّ موعد عيد الأضحى المبارك، نتذكّر دائماً مشهدًا خالدًا في تاريخ الرسائل الربانية هو طاعة نبي الله ، إبراهيم عليه الصلاة والسلام وتسليم إسماعيل عليه السلام وامتثالهما لأمر الله، حتى أتاهما الفداء من السماء.

فالأضحية شعيرة عظيمة تُجسّد أعظم دروس الطاعة واليقين والتسليم، وتُعيد إحياء قصة إسماعيل الذبيح في وجدان كل مسلم.

إذ امتثلَ أبونا إبراهيم عليه الصلاة و السلام لرؤياه بذبح ابنه النبي إسماعيل، فأرسل الله لهُ مع جبريل الأمين كبشًا فداءً لابنه.

وهنا يعلّمنا اللهُ كيف تكون الطاعةُ الحق، وكيف يكون التسليم لأوامر الله.

وحين نضحّي في العيد، فإننا نُجدّد عهدًا بالولاء لله، وطاعته، ونكرر سنّة نبيه ونرسّخ معاني الطاعة والعطاء والتكافل.

وكما قال النبي ﷺ: "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم…"
فليكن عيدنا هذا العام تجديدًا لإيماننا، وفرصةً لمشاركة الفرح مع المحتاجين.

فالعيد فرصة حقيقة نعبّر فيها عن سرورنا بالتحايا والكلمات والابتسامات، ونلتفت إلى إخواننا الفقراء، والضعفاء، والعاجزين ليفرحوا مثل غيرهم..

والعيد محطة للجميع كي يجدّدوا المحبة بينهم بالمصافحة والمعانقة، وتنقية القلوب من الرواسب والأغلال.

كما إن العيد فرصة سانحة للتجديد في المشاعر الحانية، والتغيير في الأحاسيس الجامدة إلى متحركة وحارة..

فلتكن أيامنا أعياداً كلها بالمعنى الحقيقي، ولنستدرك ما فاتنا.

وكل عام وعيدنا فرحا ووئام وندعوا الله فيه أن نكون من المقبولين وأن يحفظ علي مصرنا الغالية نعمة الأمن والأمان.