قال ﷺ: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني عشر ذي الحجة – قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء" .
وحينما سُئِل ابن تيمية عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيهما أفضل؟ فأجاب: "أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ".
فهي الأيام التي أخبرنا رسول الله ﷺ بأنها أعظم الأيام عند الله، وأنّ العمل الصالح فيها أحبُُّ إلى الله مما في سواها.
وحسنا فعلت وزارة الأوقاف المصرية حينما أعلنت أن صكوك الاطعام وصكوك الأضاحي هذا العام سيتم توجيهها بالكامل لإخواننا في قطاع غزة المحاصر لتكون لهم معيناً على ما هم فيه .
وهذا من كرم الله علينا إذ جعل لنا مواسمَ للطاعات وأوقاتاً للعبادة نستقي فيها نفحاته ونتنافس على التقرب منه وطاعته.
فلنجتهد في استقبال ذي الحجة، ولنذكر أنفسنا ومَن حولنا أنها أيامٌ معدودة مباركة سرعان ما تنتهي.
و لنغتنم هذه الأيام المباركة، ولنجعل لنا ولمَن نحبُّ فيها عملٌ صالحٌ وأجرٌ وفيرٌ في الدنيا والآخرة.
وهذا تذكيرٌ سريعٌ بالتبرع بالأضاحي في الأماكن التي تشتد الحاجة إليها ولا يوجد الآن أكثر احتياجا من أهل غزة .
ولا ننسَى أن الصدقة من الأعمال المستحبة في كل الأوقات، وهي أعظم هذه الأيام وأجزل ثواباً.
ولنجعل لنا ولمن نحب من الأحياء والأموات عمل صالحا في "أيام العشر الفضليات" ليكونَ لنا صدقةً يومية في هذه الأيام تظلّنا في ظلّ الله يومَ لا ظلَّ إلا ظلّه، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال واعاد الله علينا جميعاً هذه الأيام المباركة بالخير واليمن والبركات والفرج القريب لكل مظلوم ..