باعت الحكومة المصرية في عام 2019 نحو 4.5% من أسهمها في الشركة "الشرقية للدخان" ايسترن كومباني بقيمة 180 مليون دولار .

وبعد نحو أربع سنوات وبالتحديد يوم أمس الأحد شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم التوقيع على اتفاقية استحواذ على ٣٠٪ من إجمالي أسهم الشركة الشرقية (إيسترن كومباني)، لصالح شركة " جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة" الإماراتية.

وقال وزير قطاع الأعمال: إنه بموجب الاتفاقية الموقعة اليوم تستحوذ شركة "جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة" على ٣٠ % من إجمالي أسهم الشركة الشرقية (ايسترن كومبانى) بمبلغ ٦٢٥ مليون دولار .

ولعل المتابع لكواليس تلك الصفقة وما شهدته من مفاوضات خلال الشهر الماضي يعلم أنه كان هناك العديد من العروض التي تقدم بها العديد من المستثمرين قبل أن يتم الإعلان عن اسم المشتري وهو شركة جلوبل الإماراتية.

وكانت الشركة الشرقية -ايسترن كومباني، قد ذكرت في وقت سابق وقبل الاعلان عن الصفقة إن الشركة القابضة للصناعات الكيماوية تلقت عدة عروض من مستثمرين أجانب لشراء حصة لا تتجاوز 30% من إجمالي حصتها البالغة 50.95% من أسهم إيسترن كومباني.

وأوضحت الشركة في بيان رداً على استفسارات البورصة بشأن (بيع جزء من أسهم الشركة)، أنه جارٍ حالياً دراسة هذه العروض والتفاوض مع مقدميها لاختيار أفضلها، مشيرة إلى أن تنفيذ الصفقة مرتبط بإجراء الفحص النافي للجهالة.

والآن وبعد الإعلان عن تنفيذ الصفقة تثار العديد من التساؤلات حول أسباب إنخفاض قيمة البيع الحالية عن القيمة السابقة التي تمت منذ نحو أربعة سنوات حيث بيع في وقتها السهم بنحو 1.8 دولار فيما بيع اليوم السهم بنحو 0.93 دولار للسهم أي بأقل من نصف سعر البيع في 2019!؟
كما أنه لم يتم الإعلان عن منهجية تقييم سهم شركة ايسترن كومباني وعلي اي اساس تم البيع بتلك القيمة المتدنية في الوقت الذي يشهد العالم موجة تضخمية ادات الي ارتفاع أسعار كافة الأصول والتي من ضمنها الاسهم .

انخفاض سعر بيع السهم  يأتي على الرغم من أن إيرادات الشركة وصافي أرباحها شهدت خلال الأربعة سنوات الماضية زيادة كبيرة وصلت إلى نحو 100% نمو في الأرباح عن تلك التي كانت قد حققتها في عام 2019 وهو ما يعني أن الصفقة لا تعبر بأي شكل عن القيمة الحقيقية للشركة.