سيبقى يوم ال 14 من شهر أكتوبر سنة 1973 أحد أبرز أيام الفخر للمصريين و أشقائهم من العرب وكل شعوب العالم الحر التى ترفض الظلم و الامبريالية.
ففي هذا اليوم انطلقت معركة المنصورة الجوية بين القوات المصرية و وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلية، وهى إحدى معارك حرب أكتوبر المجيد، وتعد أكبر معركة جوية بعد الحرب العالمية الثانية.
حاولت من خلالها القوات الجوية الإسرائيلية تدمير قواعد الطائرات بدلتا النيل لكي تحصل على التفوق في المجال الجوي مما يمكنها من التغلب على القوات الأرضية المصرية.
و أطلقت إسرائيل غارة كبيرة الحجم تتكون من مائة وعشرون طائرة مقاتلة من نوع "F4 فانتوم" و"A4 سكاي" وميراج 2000 مقابل 80 طائرة حربية تابعة للقوات المصرية من طراز ميج 21، وسوخوي 7، وميراج 2000.
و استمرت المعركة 53 دقيقة، لتسجل كأطول وأعنف وأشرس معركة جوية فى التاريخ العسكرى الحديث، ورغم التفوق العددي والنوعي لطيران العدو، إلا أن حجم الخسائر بين صفوفهم وصل إلى 17 طائرة إسرائيلية، بينما خسرت مصر خمس طائرات، اثنتان منها بسبب نفاد الوقود.
لتسطر بذلك القوات الجوية المصرية صفحة جديدة في تاريخ المعارك الجوية كللتها بانتصار ضخم على العدو الصهيوني.
ومنذ ذلك الحين أصبح يوم الرابع عشر من أكتوبر عيدًا للقوات الجوية المصرية، ودليلاً على انتصارها الخالد الذي لا يزال يدرس في كُبريات الكليات العسكرية في العالم.
وتعد القوات الجوية المصرية أول سلاح جوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد بدأت نشأتها بطلب من البرلمان المصري عام 1928 للحكومة بإنشاء قوة جوية، ففي البداية تم التعاقد على تزويد مصر بعشر طائرات من طراز "تايجرموث"، وكان من المفترض شحنها إلى ميناء الإسكندرية، لكن الإصرار المصري كان واضحًا في أن تأتي الطائرات بقيادة طيارين مصريين، وتم تحقيق ذلك في 2 نوفمبر 1932 خلال حفل افتتاح رسمي في مطار ألماظة.
ومنذ ذلك الحين استمرت مصر في تحديث أسطولها الجوي ومنح الفرد المقاتل المصري أعلى درجات التدريب في مجال قيادة الطائرات والمناورة الجوية ليكون دائماً على أهبة الاستعداد لحماية سماء وطننا الغالي مصر .
ويحق لنا في مثل هذا اليوم وفي ظل تلك الأجواء المشتعلة بالمنطقة أن نفخر ونشارك قواتنا الجوية انتصارها وأن نترحم على كل شهداء القوات الجوية والجيش المصري .
الفخر لشعبنا و لقواتنا المسلحة والخزي والعار على اعدائنا ..