د. غلاب محمد الحطاب

المجد لأكتوبر السعيد

الأحد 06 أكتوبر 2024 -11:54
شهر أكتوبر ١٩٧٣ ليس ككل الشهور ، شهرا جسور ، غيور , وعاما سطره التاريخ على اسطر من دماء ذكية وأحرف من نور .

شهر أكتوبر ٧٣ أفقد العدو توازنه واعاد للحق والتاريخ أيضا توازنه فى ست ساعات ، شهر الانتصارات شهر لطالما حلمت به رمال سيناء لتتطهر من دنس اقدام الأعداء ،وطالما انتظره جنود بواسل وقلوب فتية وسواعد قوية ليعيدوا لسيناء كرامتها ولمصر مجدها وعزتها .

واكتملت الخطة وكان القرار من بطل مغوار وما أعظمه وأصوبه من قرار وفى دقائق معدودة انهار أعظم مانع ترابى وأصبح بسيسا تحت اقدام الابطال وطلع النهار وأشرقت شمس سيناء الحبيبية على كل دار ، لتعلن عن انهيار أسطورة الكذب والخسة ، والجيش الذى لا يقهر لاذ بالفرار .

شهر أكتوبر ٧٣ أعاد لمصر قلبها ونبضها وروحها التى سلبت بليل ، وتقهقر العدو مدحورا مزعورا من حيث أتى ، تلاحقه نسور الجو و" بيادات " كم تمنت العبور على رقابهم .

وسجل لنا التاريخ ابطال هابهم الموت فتكوا بالصهاينة كما تفتك الأسود بفرائسها ،وفرضنا إرادتنا وكلمتنا وكان السلام الذى أعاد لمصر كل حبة رمل من ارضنا الطاهرة ، لتبدأ مرحلة البناء والتطهير بسواعد عنيدة طوت المسافات وطوعت الجبال وفتلت من الرمال حبال تربط أطراف سيناء بعضها ببعض بعدما مزق العدو أوصالها .

وتمر الايام والسنون ليعيد لنا شهر أكتوبر ٢٣ ٢٠مجدا أخر ويزلزل مرقد الصهاينة بهجمة مرتدة من شباب المقاومة الفلسطينية أربكت كل حساباتهم وكشفت ضعفهم وهوانهم حتى صارت أسوارهم وتحصيناتهم أمام المقاومة الفلسطينية كخيوط العنكبوت .

وحتى يستروا خيباتهم قادوا هجمة الشرسة ضد شعب أعزل وأعملوا فيه القتل والسلب والتهجير والتجويع على مدار عام كامل استخدم الصهاينة كافة أنواع الأسلحة وحتى المحرمة منها دوليا ليغتالوا الآلاف من البشر الأمنين الأبرياء وهدموا المنازل فوق رؤوس قاطنيها .

ورغم ذلك جاء أيضا أكتوبر ٢٤ ليعلن عن صمود شعب رغم ما لاقاه من خذلان العالم شرقه وغربه لكن الحق قديم ابدا لا يبطله شئ مهما تكالبت عليه قوى الشر والباطل .

فهل سيكون لشهر اكتوبر ٢٠٢٤ رأى اخر ومجدا اخر وتسجل فيه المقاومة الفلسطينية واللبنانية تاريخا جديدا للمنطقة بأسرها !؟..، ويصبح شهر أكتوبر ايقونة للأرض والشعوب العربية ووبالا على الصهاينة وأعوانهم اينما وجدوا ..