وزير الخارجية المصري الأسبق: العالم يعيش فوضى استراتيجية والنظام الدولي يفقد توازنه

الإثنين 03 نوفمبر 2025 -04:33

خاص البوصـلة
حذر السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية المصري الأسبق، من واقع دولي وإقليمي بالغ التعقيد، مؤكدًا أن أسس النظام العالمي تتآكل وأن القوة باتت تتفوق على المبادئ، والمصالح تُدهس فوق العدالة.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح جلسة بعنوان "معضلة الشرق الأوسط: إلى أين؟" ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة الثانية لمنتدى القاهرة الدولي (CAIRO FORUM 2) الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية.

قال فهمي إن العالم يعيش مرحلة "فوضى استراتيجية"، حيث أصبحت القواعد تطبق على الضعفاء فقط، بينما تُستثنى منها القوى الكبرى، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن بات مشلولًا، وأن القانون الدولي يُنتهك علنًا دون رادع. ودعا إلى أن ينهض الجنوب العالمي مجددًا بروح مؤتمر باندونغ من أجل إعادة التوازن وترسيخ مبادئ المساواة والسيادة وعدم التدخل.

وأكد "فهمي" أن الشرق الأوسط لم يعد مراقبًا سلبيًا، بل أصبح مسرحًا للتنافسات الدولية وإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية. وأوضح أن المنطقة تمر بعملية "إعادة هيكلة عميقة" تشمل ثلاث تحولات رئيسية: إعادة توزيع القوة وظهور فاعلين جدد، انهيار الأطر الأمنية التقليدية، وصراع الهويات في ظل محاولات إذابة الهوية العربية في مفهوم شرق أوسطي غامض.

وشدد على أن "مستقبلنا يجب أن نصنعه بأنفسنا، وإلا سيصنعه الآخرون لنا"، داعيًا إلى الاعتماد على الذات الإقليمية بدلًا من الاتكال على القوى الخارجية.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وصفها فهمي بأنها المحك الحقيقي للعدالة العالمية، معتبرًا أن استمرار الاحتلال والظلم اليومي يمثل "نفاقًا دوليًا" يقوّض مصداقية المجتمع الدولي. وطالب بإجراءات ملموسة لإنهاء الاحتلال، والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، وتفعيل آليات المساءلة القانونية ضد الانتهاكات الإسرائيلية.

وحول اتفاق غزة الأخير، وصفه بأنه "اتفاق إطاري مكتوب بقلم رصاص"، معتبرًا أنه يخدم المصالح الداخلية في الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر من كونه خطوة نحو السلام. ودعا إلى دعمه بقرار من مجلس الأمن، وضمان انسحاب إسرائيلي تدريجي، وتقديم دعم إنساني دائم لغزة، مع وقف الاعتداءات في الضفة الغربية.

كما أشار إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة غير المنضمة لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، مجددًا الدعوة لاستلهام المقترح المصري – الإيراني عام 1974 بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط.

واختتم السفير كلمته بالتأكيد على أن العالم العربي يقف على مفترق طرق، ويمتلك كل مقومات النهوض من موقعه الاستراتيجي وموارده البشرية والطبيعية، داعيًا إلى التحرك بخمس خطوات رئيسية: إدراك الواقع بشجاعة، تنفيذ إصلاحات حقيقية، إشراك المجتمعات، تحويل الشعارات إلى تكامل عملي، والاستثمار في الإنسان، مؤكدًا أن "التاريخ لا ينتظر أحدًا.. فإما أن نصنع المستقبل أو يصنعنا.