خلال فعاليات اليوم الأول من منتدى القاهرة الثاني..

خبراء دوليون يناقشون مستقبل النظام العالمي: هل نصمد أم ننهار؟

الإثنين 03 نوفمبر 2025 -03:55

خاص البوصـلة
شهدت فعاليات اليوم الأول من منتدى القاهرة الثاني، الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، جلسة دولية رفيعة المستوى بعنوان: "هل يستطيع النظام العالمي الصمود في مواجهة التداخل الجيوسياسي والجيو اقتصادي الراهن؟ أم أن هناك حاجة إلى نظام جديد كليًا؟"، شارك فيها نخبة من الخبراء والدبلوماسيين من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.

وأكد المشاركون أن العالم يمر بفترة تحول وفوضى عميقة، مشيرين إلى أن النظام الدولي القديم يتفكك تدريجيًا، وأن بناء نظام جديد أكثر عدلًا واستدامة يتطلب إرادة سياسية جماعية وتعاونًا دوليًا واسع النطاق.

وقالت آنا بلاسيو، وزيرة خارجية إسبانيا السابقة، إن أوروبا تمتلك خبرة تاريخية في قيادة عملية إعادة بناء نظام عالمي يقوم على القواعد واليقين، رغم اعتمادها الحالي على الولايات المتحدة، مشددة على أن المؤسسات الدولية تحتاج إلى إصلاح عميق لاستعادة الثقة.

فيما أكد الدكتور سمير ساران، رئيس مركز الفكر الهندي (ORF)، أن النظام العالمي القديم الذي وُضع لحماية "السلام الأمريكي" يتآكل الآن، مضيفًا: "أمريكا لم تعد راغبة في الدفاع عن النظام الذي أنشأته، والجنوب العالمي عليه أن يتوقف عن الشكوى ويتحمل مسؤولياته كقائد في المرحلة المقبلة".

ومن جانبه، أوضح باولو ماجري، المدير التنفيذي للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية (ISPI)، أن "إعادة بناء نظام عالمي جديد مستحيلة دون وجود قوة كبرى"، لافتًا إلى أن التاريخ يثبت أن أي نظام جديد لا يولد إلا من صراع أو أزمة كبرى، لكنه أشار إلى أن أوروبا يمكن أن تقدم نموذجًا إيجابيًا في بناء التعددية وإيجاد حلول خلاقة رغم الانقسامات.

أما جين يونج كاي، الشريك في شركاء البنية التحتية العالمية الصينية (GIP)، فشدد على أن الصين لا تؤمن بـ"لعبة المحصلة الصفرية"، داعيًا إلى التركيز على خلق فرص العمل والتنمية الملموسة بدلاً من الجدل السياسي، ومؤكدًا أن بلاده ترى نفسها جزءًا من المجتمع الدولي وتسعى إلى التعاون من أجل مصلحة الجميع.

وفي سياق متصل، وصف خورخي لويس تشيديك، رئيس المجلس الأكاديمي بمركز الدراسات الدولية في الأرجنتين، أمريكا اللاتينية بأنها "الأكثر تفاوتًا وعنفًا في العالم"، منتقدًا السياسة الأمريكية تجاهها، قائلاً إنها تعتمد على "العصا فقط"، فيما تشكل الصين شريكًا حقيقيًا في التجارة والاستثمار.

ومن طهران، أكد سيد كاظم سجادبور، أستاذ العلاقات الدولية بمعهد الدراسات السياسية والدولية (IPIS)، أن "الهيمنة العسكرية ليست الحل لكل الأزمات"، داعيًا إلى نظام دولي يقوم على تعدد الأقطاب والتعاون الإقليمي واحترام القانون الدولي.

وطرحت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية، سؤالًا على المشاركين حول "الإجراء الأول المطلوب لإحداث التغيير"، حيث أجمع المتحدثون على ضرورة إصلاح الحوكمة العالمية وتعزيز دور الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجموعة العشرين وتحديث مؤسسات التمويل الدولي بما يواكب الواقع الجديد.

واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن العالم يقف عند مفترق طرق حاسم، وأن التغيير قادم لا محالة، لكن شكله النهائي سيعتمد على قدرة الدول على تجاوز الانقسامات والعمل المشترك لبناء نظام عالمي أكثر عدلًا واستدامة.