خبراء دوليون في منتدى القاهرة: الجنوب العالمي يصعد كلاعب رئيسي في نظام عالمي متعدد الأقطاب الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 -05:29 خاص البوصـلة : مشاركة الخبر خلال فعاليات اليوم الثاني من منتدى القاهرة الثاني (Cairo Forum 2)، الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، ناقش خبراء دوليون مستقبل دول الجنوب العالمي في ظل التغيرات الجيوسياسية العالمية، وتوسع تجمع البريكس مقابل اضطراب الغرب. وذلك خلال جلسة بعنوان "بين مجموعة البريكس وغرب مضطرب: كيف يبدو مستقبل دول الجنوب العالمي؟"، أدارتها الدكتورة دينا شريف، المديرة التنفيذية لمركز كوا شاربر التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. أكد المشاركون أن الجنوب العالمي أصبح لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد الدولي، إذ يمثل نحو 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و46% من الصادرات العالمية، وفق ما أوضحه مامادو بيتيه، السكرتير التنفيذي لمؤسسة بناء القدرات الأفريقية، الذي أشار إلى أن التحول الجاري لا يتوقف على تجمعات مثل البريكس، بل على قدرة الدول النامية على تعزيز مقوماتها الداخلية وبناء عناصر قوتها الذاتية. من جانبه، أوضح الدكتور جيجو دوان، الأستاذ المساعد بجامعة تسينغهوا الصينية، أن تجمع البريكس يمثل خيارًا بديلاً للدول غير الغربية التي تشعر بعدم اليقين من التحولات الدولية، مؤكدًا أن "كل دولة تبحث عن تنويع شراكاتها لحماية مصالحها الوطنية في عالم مضطرب". بينما أشار الدكتور توماس جومارت، مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إلى أن الدول ذات التركيبة السكانية الشابة مثل مصر والهند تمتلك ميزة ديموغرافية مهمة مقارنة بالدول المتقدمة التي تواجه تحديات الشيخوخة السكانية، معتبرًا أن هذا العامل قد يكون محركًا رئيسيًا للنمو في الجنوب العالمي خلال السنوات المقبلة. وفي سياق متصل، قالت ماريا جابرييل، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية السابقة لجمهورية بلغاريا، إن "الجنوب العالمي لم يعد مفهومًا نظريًا بل أصبح حقيقة جيوسياسية متغيرة"، داعية الاتحاد الأوروبي إلى وضع أجندة تعاون جديدة مع دول الجنوب تقوم على الإبداع المشترك وتنويع الشراكات. وأشارت إلى أن الغرب يواجه حالة من "التشتت النسبي" بين الولايات المتحدة وأوروبا، ما يستدعي تعزيز الحوار مع الاقتصادات الناشئة. فيما اعتبر سانجوي جوشي، رئيس مركز الفكر الهندي "أوبزيرفر"، أن "البريكس" أصبحت رمزًا لتحول الخطاب الاقتصادي العالمي، مضيفًا أن السياسات الغربية وخاصة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دفعت العديد من الدول إلى إعادة التفكير في استقلالها الذاتي الاستراتيجي، وقال ساخرًا: "ربما يكون ترامب هبة من الله للبشرية لأنه جعل العالم يدرك أهمية الاعتماد على الذات". وعكست المناقشات خلال الجلسة رؤية واضحة مفادها أن العالم يتجه نحو نظام دولي متعدد الأقطاب، يكون فيه الجنوب العالمي أكثر تأثيرًا في رسم ملامح الاقتصاد والسياسة خلال العقد القادم.