خبراء: تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يهدد الاستقرار الإقليمي ويفرض تعاونًا جديدًا لإعادة بناء الثقة الإثنين 03 نوفمبر 2025 -03:43 كتبت : ندى عادل : مشاركة الخبر قال الدكتور خالد عز العرب، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن المرحلة المقبلة تحمل مؤشرات واضحة على استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة، موضحًا أن مشروعات كثيرة في لبنان وإيران لم تُستكمل بعد. وأشار إلى أن إسرائيل لا تعتبر ما جرى انتصارًا الجانب الإيراني، متوقعًا تدهور الأوضاع خلال الأشهر المقبلة، موضحًا أن تل أبيب تركز حاليًا على ما تسميه "إعادة بناء رفح"، بينما تواصل حركة حماس الاحتفاظ بقدراتها المسلحة، وهو ما يجعل الوضع الراهن غير قابل للاستمرار سياسيًا. وأضاف "عز العرب" أن التغطية الإعلامية الغربية للأحداث في بداية الحرب لم تكن متوازنة، لكن مع تصاعد حملات التضامن الشعبي، خصوصًا عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك"، بدأ يظهر تغير نسبي في الخطاب الإعلامي الغربي نحو مزيد من التعاطف مع الفلسطينيين، ما يثير تساؤلات حول قدرة الحزب الديمقراطي الأمريكي على الحفاظ على موقفه التقليدي تجاه إسرائيل. وفي السياق نفسه، قالت الدكتورة مجد النابر، المدير العام لمعهد غرب آسيا وشمال إفريقيا (WANA) بالأردن، إن الأزمات في شمال إفريقيا واليمن والسودان تعكس هشاشة الأمن المائي والغذائي في المنطقة، مشيرة إلى أن ما بين 15 و17 دولة تعاني من ضغوط مائية متزايدة. وأضافت أن المياه أصبحت "أداة للسيطرة على موازين القوى"، مستشهدة بما يحدث في اليمن من استغلال السدود ومصادر المياه كوسيلة نفوذ سياسي، مؤكدة أن ارتفاع أسعار المياه والطاقة والأدوية يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية متكررة. وشددت "النابر" على أهمية التعاون الإقليمي في مجالات التعليم وخلق فرص العمل وتطوير البنية التحتية، مؤكدة أن "الصراعات في المنطقة تدفع ثمنًا باهظًا على حساب البيئة والتنمية المستدامة". وقالت ميريت مبروك، زميلة أولى في معهد الشرق الأوسط (MEI)، إن ما يحدث منح أوروبا والولايات المتحدة فرصة للتراجع عن أي جهود حقيقية تجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن تقريرًا صدر عن الأمم المتحدة في سبتمبر أكد أن إسرائيل ترتكب أفعالًا ترقى إلى الإبادة الجماعية. وأضافت أن الأزمة الحالية أكثر تشابكًا وتعقيدًا مما تبدو عليه، موضحة أن الدعم الكبير الذي حصلت عليه إسرائيل من الغرب جعلها تتصرف دون حساب، مؤكدة أنه لا يمكن الحديث عن إعادة الإعمار في غزة ما لم تُظهر إسرائيل إرادة سياسية واضحة تحدد إذا كانت تريد أن تكون جزءًا من هذا الإقليم. وجاء ذلك خلال فعاليات منتدى القاهرة في دورته الثانية، الذي ناقش أبرز التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث شدد المشاركون على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والبيئية.