انقسامات الاتحاد الأوروبي وضغوط ترامب تتصدر مناقشات منتدى القاهرة الثاني حول مستقبل القارة الأوروبية

الثلاثاء 04 نوفمبر 2025 -02:59

خاص البوصـلة
تصدر ملف الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي وضغوط الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب نقاشات اليوم الثاني من الدورة الثانية لـ"منتدى القاهرة" (CAIRO FORUM 2)، الذي ينظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، حيث شدد المتحدثون على ضرورة تعزيز وحدة أوروبا واستقلال قرارها الدفاعي والاقتصادي في مواجهة التحديات الجيوسياسية الراهنة.

وخلال جلسة بعنوان "مأزق أوروبا بين خلافات الاتحاد وضغوط ترامب", أجمع الخبراء على أن القارة العجوز تواجه لحظة حاسمة بين الحاجة إلى التماسك الداخلي ومواكبة التحولات في النظام العالمي الجديد.

وقالت إيفانا دراجيسيفيتش، مؤسسة مركز مستقبل أوروبا، إن الحديث عن “انقسام أوروبا” يغفل قدرتها على الصمود، مؤكدة أن القارة تمتلك تاريخاً من تجاوز الأزمات الكبرى وتعلّم الدروس منها.

فيما أوضح باولو ماجري، المدير التنفيذي للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أن الاتحاد الأوروبي رغم الانقسامات التاريخية لا يزال متماسكًا ويمتلك طموحًا لتعزيز الفيدرالية العملية، لكنه لم يلعب دورًا إيجابيًا في أزمة غزة بسبب الخلافات الداخلية.

أما كلوديا شموكر، رئيس مركز الجغرافيا السياسية والجيواقتصادية والتكنولوجيا بالمجلس الألماني للعلاقات الخارجية، فاعتبرت أن أوروبا أصبحت محصورة بين سياسة تجارية صينية قسرية وأمريكية حمائية، مشددة على ضرورة بناء شراكات متوازنة مع دول الجنوب العالمي مثل البرازيل وإندونيسيا، والاستثمار في الموارد والقدرات الذاتية، خصوصًا في مجالات المعادن والطاقة والتكنولوجيا.

من جانبه، حذر بيوتر بوراس، رئيس مكتب وارسو بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، من أن الخطر الأكبر على الاتحاد ليس الانقسامات بين دوله، بل داخلها، حيث تستغل قوى خارجية مثل روسيا حالة الاستقطاب الداخلي لتقويض الديمقراطية الأوروبية.

وأكدت داليا غريباوسكايتي، رئيسة ليتوانيا السابقة، أن أوروبا تتطور من أزمة إلى أخرى، وأنها قادرة على تحقيق استقلال دفاعي واقتصادي خلال سنوات قليلة، لتستغني تدريجياً عن الاعتماد على الولايات المتحدة.

أما آنا بالاسيو، وزيرة خارجية إسبانيا الأسبق، فدعت إلى تبني نهج أكثر واقعية وتواضعًا في السياسة الأوروبية، مع الاعتراف بتحول موازين القوة عالميًا. وأقرت بأن أزمة غزة كشفت غياب موقف موحد داخل الاتحاد، ما قلل من فاعلية دوره الدولي.

واتفق المشاركون على أن أوروبا تواجه مرحلة مفصلية تتطلب تعزيز الاعتماد على الذات، وتسريع القرارات، وبناء تحالفات جديدة قائمة على القواعد والمصالح المشتركة، مؤكدين أن القارة لا تزال تملك المقومات لتكون لاعبًا عالميًا مؤثرًا رغم ضغوط النظام الدولي الجديد.